علمني الوفاء وعلمته الغدر


كان رفيقي و أنيس وحدتي بعد أن كفرت بجميع الفقاريات العاقلة و
 المشابهة ... إخلاصه هكذا دون مقابل اللهم بعض العظام و بقايا الطعام عشنا سويا في عزلة هنية بعيدا على أطراف الغابة راضين بالقليل و كافي خيرنا شرنا ...
لم يعجب حالنا جيراننا الأكابر الذين يحضرون بين حين وحين إلى منزلهم الريفي الذي يبعد عن بيتي مائتي زراع ، مرة يخيفهم نباحه ليلا و مرة يحتجون أنهم قد رأوه يمر في حديقتهم و هذا يسبب النجاسة لشتلات النعناع و للعلم كما أسلفت نحن نعيش على أطراف غابة كبيرة و هناك الكثير من الكلاب البرية و بنات آوى و الثعالب وقد رأيت الكثير منها تقترب من خم دجاجاتي أيام لم يكن كلبي سيسو قد رأى النور .
لم أشأ أن يكون كلبي سببا ينغص حياة جيراني الأكابر  فحملته ذات صباح في سيارتي و ذهبت به إلى شاطئ بعيد حيث يمكن لي أن أراه كلما توجهت للصيد بالصنارة و بذات الوقت ربما لن يمل فهناك الكثير من الكلاب المنبوذة قد يشكل معها مجتمعا جديدا ليس فيه غدرا ولا خيانة ... مرت أيام و أيام كنت أتردد إلى ذاك الشاطئ ، لم ينس سيسو لون سيارتي المشابه للون البحر جاره الجديد و ما أن يلمحها من بعيد حتى يجري في إتجاهي ملوحا بزيله وناظرا في عيناي و في عيناه عتب لا يفوتني إدراك ما يجول في رأسه و لسان حاله يقول علمتكم الوفاء ....ولكنكم بشر ..!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...