المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 26, 2016

صندوقي الأسود ...

صورة
هوت طائرتي ولم يجد أحد صندوقي الأسود... كان مدفونا  في صدري.. سيرحل معي ، في صندوقي الأسود سر قوتي  ومكامن ضعفي و فيه صناديق من سفرجل أتعبت روحي ، لكنها ملكي وحدي ، خذوا أريج السفرجل ودعوا الغصات كلها لي ، لا أريد لأحد أن يعيش تجربتي ، فلم أبلغ من اللؤم بعد أن أتلذذ بمشهد النار تلتهم قلوبا تنبض بالحياة .

أنت سجين آفاقك المتوهمة...

بمداركي المتواضعة حصلت اليقين أن محنة العقل الكبرى هي أدواته المتفاوتة الطاقات لكن محدودة النهايات فما بعد آفاق حواسنا غير موجود ! و نحن نرسم مسارات تصبح مقدسة بتقادم الوقت  و قد يصل بنا الجمود و الصدأ إلى إعتبار المجتهد مارق . 

رسالة النحل....

صورة
نور الشمس و ماء السماء يخرجان أسرار الأرض ألوانا من الرزق وقودا لاستمرار الحياة...  نور الشمس و ماء السماء يصنعان قوس قزح...ندرك بعيوننا سبعا من ألوانه...  ترى... الكائنات الأخرى شركاؤنا في ولائم الطبيعة.. كم لونا يرون من قوس قزح..!  بالعقل و الحكمة نسلم أن قوس قزح رسالة.... رسالة لنا و لجيراننا غير العاقلات لكن المسلحات بالفطرة .. أكاد أفهم كيف يدرك النحل مثلا الطيب و الخبيث من الزهور....! و فطرة النحل مدرسة تدعونا للتفكر..  الفرق أن الفطرة عند غيرنا راسخة و قوية لأنها منفعلة أما نحن الذين ملكنا صانعنا أن نختار فقد شارفنا على فقدانها فتجاوزنا إلى ما ليس لنا و دخلنا المتاهات.... خلقنا لأنفسنا العقد و غابت عنا أصول البراء .

طقوسنا و أجراس بافلوف...

صورة
من طقوس الزواج في إحدى قرى جيبوتي أن  يحمل الشبان العريس إلى ضفة قريبة حيث يوجد صخرة سوداء لا يتجاوز أكبر أبعادها المتر و النصف ليجلس عليها العريس بعد أن يستحم بماء النهر فيقوم شيخ أو كاهن بكسر ثلاث بيضات على ذات الصخرة جانب العريس... هذا الطقس اعتاده سكان تلك المحلة ربما لمئات السنين... خطر في ذهني أن لو كنت أنا من سكان تلك القرية لا بد أن أفكر بإزالة تلك الصخرة خلسة عن السكان... ترى كيف كان لهم أن يتزوجوا من غير صخرتهم...!  أشم رائحة بافلوف في كثير من سلوكياتنا الشرطية التي اختلقها لنا بعض الخبثاء... 
صورة
بحر و جبل و غابة ....رأس البسيط - اللاذقية

لغز الرز بحليب.....

ألحت جدتي على أحد المشعوذين أن يصنع لها حجابا -تميمة - لتحفظها من نائبات الزمن و من كل شيطان مريد…. تناول "الشيخ " ورقة و خط عليها عباراته السحرية ثم طواها بإحكام لتأخذ شكلا مثلثيا قدمها لجدتي طالبا منها بتأكيد ألا تفتحها لكي لا يفسد مفعولها و قد تلطشها الشياطين…!!!  كما طلب أن تصنع للتميمة محفظة من قماش تخيطها عليها…. في هذا الوقت انتهى الشيخ من تناول زبدية الرز بالحليب و ناولته جدتي المعلوم بعد أن قبلت يده شاكرة… شعرت جدتي بشيئ من الراحة والأمان كيف لا وقد تحصنت من كل مكروه فتحولت إلى آلة دعاية و إعلان عن مكارم ذلك الشيخ المبارك و كانت سببا لمزيد من الرزق له… " رزق الهبل على المجانين " كان والدي حينذاك في مرحلة المراهقة و كان يملك الكثير من الفضول الذي أشهد أنه لم يورثني - رحمه الله  - غيره … دفعه فضوله مرة أن يعرف ماذا كان قد كتب ذلك الشيخ في تميمته لجدتي…. في أول فرصة سنحت له اختلس ذلك الشيئ مثلثي الشكل… فتق خيطان الغلاف القماشي… تناول الورقة المطوية ...فتحها…..!!!!!!..... عبارة واحدة مكررة من أعلى الصفحة حتى أسفلها مكتوبة بخط رائع - خط مشايخ  - الرز بحليب كل م...

لغة بلا حروف...

سألني لماذا كلما أتيتك زائرا وجدتك تستمع موسيقى و أغاني من ثقافات و لغات غريبة عنك ؟ فهل أنت تجيد الكردية مثلا أو لغة الأمازيغ ؟‎  يا صديقي الإنسان سليم الحس و الحواس لا يحتاج لغة الحروف ليفهم و يجني رسالة الموسيقى و الصوت ، بعض الموسيقى و الصوت موسيقى تسمو بك إلى درجات و درجات من النفس الملائكي بل تمنحك أجنحة الملائكة لتحلق بها إلى قمم ترى دونها و دونك كل شيئ وبعض الصخب المموسق يهبط بك إلى درك الغرائز و الوجود البهيمي فتصبح حاجاتك تتصارع مع الممكن و تتسارع ضربات قلبك و تضطرب أنفاسك كأن كارثة توشك أن تقع .‎ هل يحتاج الفرح إلى لغات و الحزن إلى أبجدية ؟
صورة
صورة
صورة
صورة
صباح الخير والأمل و الأمان من سوريا الجريحة

عدتي للعاصفة ...

صورة
عدتي للعاصفة .. ذكريات من حطب و أنين خافت بعد ثورات الغضب ، أتراه يرقب الريح ، فيهب.. مثل بركان أو سعير من لهب .

مفتاح أبي خليل...

منذ أيامي الأولى في المدرسة كنت أسير القلق من الوصول متأخرا إليها ، مما جعلني أصل قبل رنين الجرس بوقت طويل ، وقبل وصول الآذن حتى ..و إنتقالي لاحقا إلى الجامعة في دمشق لم يعدل أبدا في سلوكي ذاك إلا إلى الأسوأ ، كنت أصل إلى مدخل كلية طب الأسنان قبل "الشحادة و بنتا " و خيوط الشمس الأولى لم تكد تطل على أفق الغوطة الشرقية ، ولن يظهر أول الطلبة قبل ساعة على الأقل حيث يبدأ التجمهر و اللغط و التزمر من الباب المقفل خاصة أيام شتاء الشام القارس ، يطرق أحدهم الباب ثم آخر و آخر لإيقاظ الآذن أبي خليل النائم في الداخل لسبب لازلت أجهله ، لم يرق الحال كثيرا لا للطلاب و لا لأبي خليل راعي المفتاح الذي يوقظونه مزعورا كل صباح ،  لا أدري كيف حصل ذلك و لكن اتفق الجميع على تكليفي بحمل مفتاح الكلية و كذلك مفتاح مدرجها الوحيد الذي يدعونه " المدرج الرئيسي " علهم في ذلك يدرؤن المشاجرات التي نتصبح بها يوميا مع آذن الكلية .تخرجت في الكلية و افتتحت عيادتي الخاصة و لم أك موظفا عند أحد ، لكن ذات الشعور الضاغط كان يحضرني إلى عيادتي كل صباح قبل الموعد الذي حددته أنا بنفسي لدوام عملي بساعتين تقربيبا ...

من أنا....!

أنا العدم و السيف يوقظ ذاتي  وما الألم إلا بشير الآتي  كأس المنون لحظة تعبر به حلما تجلى خارج الأوقات .

إذا ضاق الحصار ...

إذا ضاق الحصار ..ٱستل من دواتي حبرا ورصاص ٱبني في الخيال شراعا ..على هواي ..أرسمه شعاعا ٱو طريقا لخلاصي ..ٱو مسار .

نفايات

على الطريق سيسقط منك أشياﺀ نسيت أن ترميها قد تكون مناديل ورقية انتهى عملها أو أناسا من مرتبة المناديل , لا فرق إن رميتها أنت أو سقطت بذاتها فأنت الرابح .. جرب أن تمشي بحذاﺀ نظيف سيختلف شعورك كليا عنه لو كان الغبار يشوه سحنته بغض النظر عن تفاهة وزن الغبار .
صورة
صورة
عندما أنظر للقطيع ... أشعر بأهمية الكلاب وقدرتها على خطف كل الأضواﺀ .... والإحترام .

الرجولة...

صورة
الرجولة أن تكون إنسان .. أما الذكورة ممكن تكون إنسان وممكن تكون كديش !

الوطن يابني...

الوطن يابني و حق الرب .. كما الخالة مرات الأب ...الوطن للتاجر وللفاجر و للقواد وابن الكلب...الوطن خيرات لليلهط .. الوطن ليرات لليشفط .. الوطن قانون لبيحمي كل محتال عمينهب ...الوطن يابني شبيه الأم .. الضيعت ولادا ولا تهتم .. وصاروا بالوطن أغراب ..لا من أم ولا من أب .
صورة
حاضرك اليوم .. غدا ذكريات .. فلا تغتر بما لا يدوم... فإن البواقي هي الصالحات .

سر النمل...

صورة
غاديات باديات في سعيهن طلبا للرزق وقد رسمن خطا لا يحدن عنه ، تتقابل نملتان على ذلك الدرب  ، في كل مرة يعدن الكرة ، تتوشوشان وتتلامسان بالقرون .. أهي تحايا وسلام .. ؟ أم يعلم سرها الله وقد يعلمه سيدنا سليمان !

بناة الأجيال..

سألت طفلا : لوين رايح عمو.. ؟أنا يايح عاي متيسة... أجابني الصغير ...برهة صغيرة واكتشفت كم كان بليغا و فصيحا بمصطلحه "المتيسة" !في المدرسة سيتم حشو الطفل كما تحشى الكوساية بمعلومات مزيفة "يالنجي" سيتعلم أن العدوان على  أمم الأرض أسمه "فتحا"وأن رضوان الله على القاتل و المقتول ..سيوحى إليه أنه و أبناء مسيلمة أخوة في الدين  وتجمعه الإنسانية مع آل النضير.. سيكبر الطفل و يتخرج في تلك المتيسة إما تيسا.. أو كافرا بحجارتها و عنده رغبة لا تقاوم للتبول على بابها علامة و ذكرى للوداع .

مغضوب الوالدين...

صورة
منتصف الثمانينات جائني رجل شيخ عجوز يصحبه شاب في نهاية العشرينات من عمره ، يريدان فقط إصلاح جهاز أسنان متحرك كان قد انكسر أخذته ، منهما و طلبت أن يعودا في اليوم التالي لأعيده بعد إصلاحه ، فعلا عاد الشيخ العجوز في اليوم التالي و لكن بصحبة شاب آخر من أولاده ، طلبت من الرجل ممازحا أن ينتبة أكثر و لا يدع أسنانه تسقط على الأرض مرة أخرى ، هنا قاطعني ولده .. من قال أنها سقطت و انكسرت ؟و اقترب مني هامسا لقد انكسرت بسبب لكمة من ذلك الحمار الذي رافق أبي بالأمس إليك ، إنه و لد عاق يتطاول على أبيه ! فقلت كسر الله يداه أهكذا العقوق ؟

لديك قلق....لا تقلق

كما نقوم بالتحليل للكشف عن سكر الدم والكوليسترول يجب أن نجري تحليلا لكشف القلق..نعم القلق.. لكن المصيبة إن كان سلبيا فغياب القلق رغم كل شيئ يعني أن الشخص "معتوووه" وميؤس منه لا محاله...

لحل قضية الفساد...

حل واحد لمسألة الفساد .. إحالة الفاسدين القدامى إلى التقاعد و تعيين فاسدين جدد من الشباب ; بهذه الطريقة تدور العجلة والكل يأخذ فرصته ويتوقف النق ....

لعب الأطفال.. عبادة .

الإنسان هو الطفل و ما يأتي لاحقا تشوهات وإنحراف .العابد الحق هو الطفل إذا اعتبرنا أن العبادة هي المعرفة حسب أحد أشكال فهمنا لكلمة " يعبدون" في آية : *وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون *الطفل فضولي يسأل ليعرف و يلعب ليعرف و يدرك و عبارة "يلهو" هي تعديا على الحقيقة ،لنستعيد طفولتنا ففيها رضا الله و جائزة أخرى نمضي حيواتنا بحثا عنها دون طائل إنها السكينة و إطمئنان القلب و الجوارح .

فاصلة ... أم نقطة بداية..؟

رأيت أن أتوقف قليلا في محطة أردتها فاصلة ، نظرت خلفي و نظرت حولي ، ماوجدت غير ندوب الروح ، و خطوطا بيانية تتجه بإنحدار على صفحات الجسد المرئية ، دون إدراك أو إرادة اشتغلت آلة التحليل علها تجد العزاء في تفسير الكائن المشوه الذي أراني فيه ، مرة ألوم نفسي و مرات أكثر تأتي المرارة من أشباهي الذين يمشون على إثنتين ، أين العلة يا ترى بي أم بهم ؟ أم في القوانين العرفية التي ترسم العلاقات بين جنسنا البشري ، هنا بدأت أدرك أننا كأفراد ضحايا  لمنظومة قوانين شرطية صنعها حب البقاء و أثرة الأنا ، وإن أمكن تغيير فرد خلال سنوات أو عقود ، فلا يمكن نسخ و إعادة تكوين شروط العلائق بين الناس بنفس السرعة ، إلى ذلك الوقت اتخذت قراري بالعزلة ، لربما أخفف من ضجيج الآخرين في روحي و جسدي الذى يتجسد تلعثما في ضربات القلب ، عقدا في اللسان و كثيرا من الفصام ، لكن كيف لي أن لا أتصبح بوجه البقال ، و موظف الحكومة و سائق الحافلة ، وأتمسى بأخبار الدم و البورصة وفتاوى السلاطين ! حقا إنها معضلتي أو هي سنة الله في مخلوقاته الحية التي تبدأ منهاج موتها يوم ولادتها ، و حضارة البشر مثل أي كائن حي تولد و تموت لتبدأ أخرى

سأفر من سجني...

<img src="http://attouni.xtgem.com/bird" />‏حلم ثقيل أم هي الحياة معارك ! صراع مع أسباب الوجود ، و مع جبال الحيرة و مجاهيل تنتظر من يقتحمها ، صراع بين الرغبة و الطاقة ، نضال لا ينتهي و قضايا تشق أرض واقعك لتنتصب أمامك في تحدي عليك أن تقبله أو تفر منه ... بين القماط و الكفن سيل من أضغاث ملونة تتعبك حتى الإرهاق و قبل نقطة النهاية ترغب أن يوقظك أحد من رحلة طالت حتى الملل ، وفي لحظة وقتها محتوم يحضر و عندما تهب قائما يكون الآخرون في صلاة بلا وضوء جاؤوك مودعين يرون تجربة حية لمسافر كان قد غط في نوم عميقسجني يشبهني إلى درجة أن الناس لاتجد حدا فاصلا أو علامة فارقة ، بل لا يدركون أننا كيان في كيان ، أسير في قفص يسير في قفصه ، المضحك أنهم عندما أفر بعيدا من معتقلي عائدا إلى عالمي حيث تشع أنوار مختلفة ، يقبضون على قفصي ، يحبسونه في صندوق ، ثم يهيلون عليه التراب الذي منه جاء ..عجبا لكم أيها البشر .. تحتفلون بخروج قاتل محكوم من السجن ، و تعلنون الحداد عندما يطلق سراحي أنا الذي ليس في صحيفتي حتى اشتباه تهمة ، إنكم سجن آخر ، أيا ضحايا المفاهيم و المصطلحات و الحياة النسبية ... بل ضحا...

أضحك في عزائي...

لغة بلا حروف..

سألني لماذا كلما أتيتك زائرا وجدتك تستمع موسيقى و أغاني من ثقافات و لغات غريبة عنك ؟ فهل أنت تجيد الكردية مثلا أو لغة الأمازيغ ؟‎ يا صديقي الإنسان سليم الحس و الحواس لا يحتاج لغة الحروف ليفهم و يجني رسالة الموسيقى و الصوت ، بعض الموسيقى و الصوت موسيقى تسمو بك إلى درجات و درجات من النفس الملائكي بل تمنحك أجنحة الملائكة لتحلق بها إلى قمم ترى دونها و دونك كل شيئوبعض الصخب المموسق يهبط بك إلى درك الغرائز و الوجود البهيمي فتصبح حاجاتك تتصارع مع الممكن و تتسارع ضربات قلبك و تضطرب أنفاسك كأن كارثة توشك أن تقع .‎هل يحتاج الفرح إلى لغات و الحزن إلى أبجدية ؟

تووووت.....يكفي للجميع .

أطل من شرفة بيتي على شجرة توت عظيمة ، تكاد أوراقها لا تظهر  لكثافة ما تحمل من ثمار حلوة شهية ، هذا ما جذب أسرابا من العصافير المختلفة الألوان و الأشكال ، و كأنها في كرنفال طغى عليه ضجيج أناشيد بكل اللغات ، لكنها سبحان الله في تناغم و انسجام جعل فنجان قهوتي على الشرفة له طعم لا يتكرر في مكان آخر ، و أنا أراقب هذا المشهد و قد أخذني الحال كعنصر أساسي فيه ، سمعت جلبة نشاذ خرجت من قلب شجرت التوت ، أحد العصافير أحب أن ينفرد بعيدا عن تلك الأوركسترا و يتلذذ منفردا بثمرة شهية ، لم يرق هذا لبعض عصافير الدوري الشقية فتبعته و الشر في عيونها و مناقيرها تريد سلبه و جبته ، أثناء مطاردة ذلك العصفور المسكين و حال العراك سقطت ثمرة التوت إلى الأرض ، و ضاعت بين الأعشاب ، و كانت الخيبة ثم العودة إلى الشجرة الوطن الذي يكفي للجميغ .

يا كذاااب......

صورة
يا كذاب  لابس مهرج اليوم ! مبارح كان اسمك مدام  و مرة شفتك خلف مكتب فخم ،  ومرة ادعيت أنك بتمثلني ! حتى لو تنكرت بنضارة سودة أو أي زي إعتباري لن أصدق مخلوق لأن الكذب ملح الرجال  و ماكياج النسوان .‏

آخر الأحلام......مات .

كنت أتصور برنامجا حافلا من النشاط بعد إحالتي إلى المعاش التقاعدي يبدأ بالعمل التطوعي خاصة في مجال جمعيات الحفاظ على البيئة و لا ينتهي بالعودة إلى تدوين تجربتي الحياتية المتواضعة ، لكن  لم يخطر لي إطلاقا أن ألجأ إلى أعمال و ضيعة باحثا عن رغيف ناشف يسد رمق أفواه مازالت في طور الجامعة ، إنها الحياة عندما تتنكر لنا و لتصوراتنا في عالم يمشي بالمقلوب .

الطيور التائهة...

صورة
أليس غريبا أن الطيور المهاجرة غيرت مسارها من فوق بلادي !  علما أننا شعب طيب نحب الطيور كثيرا .... مشوية مع صلصة دبس الرمان !

بين محطتين.... التخلف و الفساد الخلقي...

بدأت حياتي المهنية بتوجيه قسري من محيطي الأسري الذي دفعني دفعا إلى كلية طب أسنان جامعة دمشق سنة ١٩٧٧ فطبيب الأسنان مكانة إجتماعية ! و مال و رفاهية ينظر إليها أبناء المجتمعات الفقيرة بطريقة فيها الكثير من التشعبات - تخلف و جهل و طموح القفز إلى حلقة إجتماعية أعلى مرتبة ... تلك كانت البداية التي جعلتني بقدرة قادر طبيب أسنان "اشتغلت" بأسنان العباد ثلاثة عقود لتكون النهاية التي أخرجتني من هذا "الكار" على يد ذات المجتمع الذي أفرز أفرادا فاسدي الخلق و الأخلاق الذين ينظرون إلى الطبيب أي طبيب "لقطة " لبناتهم - عز و رز وطابعة نقود لا تتعب - و إن إنتهى هذا المهرجان و تعطلت المطبعة لأسباب فنية و تقنية كان الواجب البحث عن آلة أخرى !

موسم الذكريات...

يوما ما كان لي أسرة ككل الناس ، كانت فرحي و سعادتي بصخبها و احتياجاتها و علاقاتها و مناسباتها ، لم يشغلني شيئ عن اسرتي ، كنت لا أطيق أن أبتعد عنهم ، حتى ذهابي إلى عملي كان فيه فراق لا أريده لولا أمل العودة إلى وسطي الطبيعي بين أطفالي و أمهم ، كم عبر الأخرون من محيطنا عن مشاعر الحسد أو الغبطة لحياتنا و نشاطاتنا المشتركة ، دام ذلك سنوات كانت الأروع في حياتي أو كانت حياتي إلى أن حل البوم و الخراب ، تخرب ذاك العش الدافئ و تبخرت انفاس أسرتي و لحق بي من الهزات المرتدة ما أفقدني حتى عملي مصدر رزقي الوحيد و جف نسغ الروح في عروقي ، و عدت و حيدا أرقب أطفال العيد من نافذة متكسرة كأن ما أراه صور أتذكرها من زمن مر و لن يعود .

سر الصحراء...

صورة
في الصحراء شمس و رمل و زرقة السماء و صوت الريح لا أكثر ، بالمختصر بيئة مختصرة لا جديد فيها غير و قوفك أمام ذاتك و جها لوجه دون تشويش ومؤثرات تأخذك في كل الإتجاهات في نفس اللحظة ، هنا يجود التأمل الصرف الذي هو خير من كثير من العبادة بغير خشوع ، الصحراء بنقائها و طهرها من دنس الحضارة ، هي مهد الإلهام ..

صنف عاطل...

وجدت أن حذائي الجديد بدأ يؤلم أصابع قدماي ، توجهت إلى محل لإصلاح الأحذية آملا أن يقوم بتوسيعه ، تفحصه العامل قليلا وأعاده إلي قائلا آسف يا سيد إن جلد حذائك من نوع لا مرونة فيه وغير ممكن توسيعه ، حملته عائدا ولكن من باب الشيء بالشيء يذكر راح ذهني إلى أولئك الذين يشبهون حذائي أو للدقة أدمغتهم تشبه حذائي ، غير قابلة للتعدييل والتكيف ، معلوماتهم نهائية ، أفكارهم مقدسة ، هم أهل السراط و نحن في ضلال مبين

شحود الطبل...

كان كل شيئ على مايرام  في جلسة تسليم العوض الكامل - طقم الأسنان - للسيد شحود الطبل ، تفحصت الثبات و مخارج الحروف و البعد العمودي و حتى اتبعت أحد تطبيقات التنويم المغناطيسي لتشتيت الإنتباه عند إدخال العوض إلى مكانه في فم السيد الطبل وقد عبر عن سعادته غير المتوقعة لحظة ناولته المرآة و أنا أنتظر ال " الأحسنت" بعد عمل أسابيع لأصل إلى نتيجة ترضيني قبل أن ترضي سعادته ، غادر العيادة و ملأت صدري بنفس عميق لشعوري براحة لا توصف في مثل تلك اللحظة التي تتكرر كل مرة و كأنها المرة الأولى ، بعد نصف ساعة لا أكثر عاد صاحبنا مزمجرا غاضبا وبيده علبة من راحة الحلقوم الحلوى السورية الشهيرة المكونة من النشاء و السكر ، ما هذا يا حكيم ! أهكذا تكون الثقة ؟ جئتك مطمئنا ستصنع لي "بدلة" آكل عليها الحصى ، انظر حتى هذه الراحة لم أتمكن من أكلها فالتصقت أسناني الفوقانية مع التحتانية ، لقد فشلت في الإمتحان يا حكيم .... كيف تتصورون حال الحكيم و هل ستنفعه حكمته أمام ذاك الطبل الأجوف ؟

غصة

صورة
شاﺀت الأقدار أو اختار لي ربي أن أكون وحيدا لسنوات طويلة في تحمل مسؤلية تربية طفلين إلى جانب عملي في عيادتي , كنت أدرك أن الله معي و يبتليني فكان دأبي الصبر و الرضا بما قسمه لي .. اما وقد كبر ولداي و غادرت عملي أو "غادرني' رغم أنفي لم تعد لي ظاهريا اية مسؤليات ذات قيمة لكن غصة عظيمة توشك أن تضع نقطة النهاية على آخر السطور .

انتعل عقلك...

صريخك في المغارة يعود إليك مع قهقهات اللصوص ... انتعل عقلك وتكور في الذوايا المظلمة ، لا تقل ذاك و ذاك ، من صلبك جاﺀت جميع الرزايا ، خبزك من عجينك ، فتحرى ... قد يكون السوس بين ذرات الدقيق .

قناع الصمت

صورة
لمحته في حديقة قريبة ، رجل أربعيني ، صغير القد ، واضحة بشدة علامات الحت و التعرية و السحق التي مارستها عليه عوامل الزمن بسادية ومن دون رحمة ، سحنته و انحناءة قوامه المختصر في الأصل.... كل ذلك لم يكن ما لفتني ولكن تلك "السيكارة" الكنج سايز والمطفأة بين شفتيه التي يقلبها ذات اليمين و ذات اليسار مقلدا بها ربما أحد "الأفندية" عله يستمد من حركات تلك اللفافة شيئا من العظمة .... قام من مقعده ليحاول أن يكمل عبر خطواته و طريقة مشيته تلك الصورة التي يشتهيها و كدت أن أقتنع بها من خلال مراقبتي له.... لكن انهار المشهد تماما عندما قابل صديقا له و أضطر لاستخدام صوته...صوت منخفض الرنين منكسر يحمل مخذونا متراكما ربما منذ ولد من القهر و الحرمان و العيش على هامش الحياة.... هنا أدركت لما يحافظ بعض الأذكياء على حالة الصمت...

المنطق ثلاثي الأبعاد...

يصلح المنطق لفهم ظاهر الأشياء ، فللرؤيا يجب توفر عين و نور و أجسام مادية ، ذلك يكفي لرسم إنطباع عن المشهد ذو ثلاثة أبعاد.. أما إذا قصدنا الأبعاد الأخرى فلا بد أن نشيح النظر عنه أو لربما إغلاق العينان يكون ضروريا لتأمل الأبعاد الأخرى غير الفيزيائية ، هنا ننتقل من عين البصر المحدودة إلى طاقات البصيرة اللامتناهية...

فتوى أبي في دجاجة

صورة
كان لبيتنا أيام الطفولة فسحة فيها شجيرات ندعوها الجنينة تصغيرا لاسم الجنة ، و أجمل ما احتوت خمس دجاجات نتسابق لجمع بيضها أنا و أخي الأصغر ، إلا أن عدد البيض المجموع دائما أقل من عديد دجاجاتا ، ارتاب والدي بداية و لكن بمراقبة بسيطة علم أن تلك الدجاجة المرقطة بالأسود تتجاوز سور حديقتنا لتضع بيضها كل يوم تحت دغلة من نباتات حديقة الجيران الذين لم يكونوا أبدا على وئام مع أحد في ذلك الحي ، دون طول تفكير ، عند غروب يوم أغبر من حياة دجاجتنا الرقطاء ، أمسك بها أبي و كان غداؤنا في اليوم التالي هريسة الدجاج البلدي مع القمح و كانت وجبة تابلها الأساس التشفي من تلك الدجاجة المارقة ...

صديقي إبليسس

‏ أكن لإبليس بالكثير فهو الصديق الأكثر حضورا و نصحا لي في خلواتي ، على الأقل هو يحب لي ما يحب لنفسه ، في الحقيقة تمر لحظات أشعر بأني أضعت فرصا لا تعوض ربما كانت قد غيرت حياتي ، و المسألة لا تتعدى إبرة مخدر أو إجازة مفتوحة لأحد عناصر تكويني المدعو " ضمير" ذاك المشاكس الذي حول حياتي إلى جحيم ... الآن أقر لصديقي المخلص بأني لا أستحق صداقته و نصائحه العصرية .

عصفوري و ثقافة الحرية

صورة
أشعر بسعادة عندما أفتح باب القفص لأطلق عصفورا كنت قد سجنته لأشهر أو سلأني كنت أقدم الحرية هدية لصديقي الصغير " أبي الريش " ... لكن تلك السعادة تحولت مرة إلى حزن أسود و شعور باقهر و الإحباط يوم أطلقت كناري الذي دامت صحبتنا لسنوات فلم يرغب بالرحيل و عاد إلى قفصه و عبثا أعدت المحاولة فلم يفهم ما أردت تقديمه له لأن الحرية مفردة لم يتعلمها في مدرسة القفص . . السجن إنه عالمه الذي لم يعرف غيره .

الخطة البديلة

سرق بعض الصبية خرجا كان على ظهر حمار للشيخ نصر الدين جحا ، حزن جحا كثيرا فصار يرغي و يزبد و يهدد أهل القرية أنه إذا لم يعيدوا له خرج حماره فإنه سيفعل ما فعل أبوه... كرر تهدبده مرات و مرات فخاف أهل القرية وقرروا البحث بكل طاقتهم عن الخرج و فعلا وجدوه وأعادوه للشبخ جحا مع إعتذار شديد...لكن الفضول دفع أحد سكان القرية ليسأله : طال عمرك شيخنا نسألك بالله ماذا كنت لتفعل لو لا سمح الله لم نجد لك خرجك..! تلعثم الشيخ قليلا وأجاب : لا...  أبدا كل ماهنالك عندي في البيت بساط عتيق مهترئ كنت سأقصه و أصنع منه خرجا آخر لحماري.... .

دموع الرجال...

صورة
الرجال لاتبكي ، ساد هذا الإعتقاد بسبب الجهل بوظيفة الدمع ، أو للدقة عدم رؤية الدوافع الأهم للبكاء وإقتصار فهمنا على وظيفة التعبير عن الضعف و استجداء الشفقة...نتناسى أننا قد نبكي من الفرح أحيانا ويسيل الدمع راضيا مرتاحا على الوجنات ، دون أدنى إعتراض من المتفلسفين ..  وربماا... ربما يكون البكاء وسيلة الروح للإغتسال ...وطريقة البحر ليروق من بعد عاصفة..!

ليلى و داروين و الذئب

صورة
ليلى و داروين و الذئب ... اجتهد الذئب كثيرا في تطوير أدواته بعد تلك الوجبة اللذيذة يوم أكل المدموزيل ليلى ، لم تعد ملابس الجدة تنطلي على أحد بعد أن افتضح أمرها ، فالخيارات الآن أوسع بشكل كبير و أبعد تأثيرا و فاعلية ، أدوات التنكر أكثر تنوعا و جاذبية تشمل العطور التي تجلب الألفة و الثقة و النظارات التي توحي بالوقار أو الهيبة ، ثياب ملونة و ألقاب طنانة ، خبير استراتيجي ، محلل سياسي ، داعية و مفتي و أعظم الاكسسوارات ذات الأثر النافذ هي اللحى المستعارة و العمامات مختلفة الأشكال ، كلها في خدمة الذئب الذي أكل الأخت ليلى .. بهذا يضمن عشاءه و عشاء أحفاده إلى يوم يبعثون .أما ليالينا ستبقى سوداء سوداء ما بقي الدهر و أخبرنا وديع الصافي أن - ليلى لم تزل ليلي -وقبله أكد تشارلز داروين أن البقاء للأصلح الذي يطور أدواته . 

إيمان

صورة
قد يقنعني رجل بوجود الله و أبلغ اليقين... لكن.. كل تلك الآيات المبثوثة في الخلق و ذاتنا ألم تكن كافية... ! هل كان ذلك الداعية المسكين أقوى حجة من تعاقب الليل و النهار و أبلغ من تلك السموات و تلك النجوم المعلقة فيها لا تهوي ولا تتصادم كل في فلك يسبحون... إن لم أر ذلك ولم يكن كافيا للدلالة على صانعه  فإيماني المتحصل من حجة ذلك العبد الهذيل يحتاج إلى تقييم من جديد فقد خالطه بعض من الشك... 

فقير

ذهب الفقير إلى المسجد ليصلي عسى الله يوسع عليه و يشتري حذاء جديدا ولما أراد الخروج وجد أن حذاءه العتيق قد سرق...
صورة
صورة
صورة

التاء المربوطة

من ربط التاء لا يقدر على حلها فالحادث وقع يوم ولدت الأبجديات و تجذر في أعماق الوعي... لربما نحتاج إلى دهور علها تتكون أبجديات ثورية تحل العقد التي حلت بالتاء أو تستغني عن ذاك الحرف كليا فقد كان في حضاراتنا الموسومة بالعربية رمزا للعبودية والقهر والإنكار...

رصيدك من الأحلام

أنت حي بقدر ... و مقدار حياتك رصيدك من الأحلام ... أحلامك هي وقودك الذي تسير به في شعاب الحياة ، إن فرغ رصيدك و لم يعد لديك ما تريده تكون قد تحولت إلى كائن محنط...مومياء....تمشي كآلة.... مت قبل أن تموت .