المشاركات

عرض المشاركات من مايو 18, 2025

حوار مع داروين وقرد أنيق

صورة
🧙‍♂️حوار مع داروين إكتمل بمداخلة من أرسطو وقرد أنيق🙉... زكريا: مرحباً سيد داروين! سمعت عن نظريتك الغريبة تلك... "أصل الأنواع". هل فعلاً تقصد أننا أنا وأدولف هتلر من نفس السلف المشترك؟! داروين (مبتسماً بلطف): أهلاً بك يا زكريا! نعم، نظريتي تفترض أن جميع الكائنات الحية تشترك في أسلاف بعيدة. حتى أنت وهتلر... للأسف. زكريا (مشدود الحاجبين): أففف، يا رجل! ألا يمكن تعديل النظرية شوية؟ مثلاً، أنا من أصل نبيل متفرّع من سلالة الحكماء، وهو من نسل فيروس! داروين (يضحك بخفة): صدقني، تمنيت لو كانت الطبيعة تأخذ في الحسبان الأخلاق والضمير عند التطور، لكن الأمر كله جينات... وبيئة... ولا شيء من شهادات حسن السلوك! زكريا (ساخراً): يعني جدي أنا كان قرد حكيم متأمل في الغابة، وجدّه هو كان قرد أحمق يرمي الموز على الآخرين؟! داروين (يفرك ذقنه): أقرب للواقع أن جدي وجدك كانا مخلوقين صغيرين لا يتجاوزان حجم فأر، يركضان خوفاً من الديناصورات! زكريا (يقهقه): يا إلهي! أي إهانة هذه! كنت آمل أن أكون من نسل مَلَكٍ هبط من السماء، لا فأر مذعور! داروين (بلطافة): لكنك تطورت يا زكريا! وها أنت الآن ترفض النظرية بنف...

عشبة سحرية أم وهم قاتل

صورة
"بين الحلم والوهم: حين تسرق الأعشاب السحرية فرص الشفاء الحقيقي" في أعماق كل إنسان ألمٌ يتمنى زواله، ومرضٌ يتوق إلى الشفاء منه، ولعلّ في تلك اللحظة التي يضعف فيها الجسد وتنوء الروح بثقل العِلّة، يفتح الإنسان قلبه لأي بارقة أمل... حتى لو كانت سرابًا. في أسواق العطارة وعلى صفحات التواصل، وفي زوايا القنوات التي تتستر تحت غطاء "الطب البديل"، تُباع الوهم باسم "العشبة السحرية". تُروى القصص وتُنسج الحكايات عن مريض تعافى، وآخر مشى بعد الشلل، وثالث ودّع السرطان بكوب مغليّ وأوراقٍ خضراء. يُباع الأمل في قوارير صغيرة، بأثمان باهظة، يُروج له من لا ضمير له ولا علم، فيستنزف جيب المريض ويستهلك وقته... والأدهى: يُطفئ نور الأمل الحقيقي. نعم، من حق المريض أن يحلم بالشفاء، بل لا حياة بلا هذا الحلم. ولكن حين يتشبث بالأوهام، يُضيّع على نفسه فرص العلاج الحقيقي. كم من مريض رفض دواءً مجرّبًا، أو أهمل زيارة طبيب مختص، وركض خلف وصفة نقلها "قريب مجرّب"، أو مقطع فيديو يُقسم صاحبه أن الشفاء مضمون؟! الفرق بين الحلم والوهم شعرة، ولكن نتائج الانحراف عنها فادحة. ليس كل عشب ضارًا،...

الحكمة تأتي متأخرة...

صورة
🤔ما الحكمة في أن الحكمة تأتي متأخرة؟ ✴️سؤالك عميق يا زكريا، وفيه من التهكم ما يُضحك ويبكينا معًا! الحكمة تأتي متأخرة، لأنها وليدة التجربة، لا تُمنَح بل تُكتسَب. لا تُزرع في عقولنا كما تُزرع البذور، بل تنبت كالنبات البري على أطراف الندم. حين نكون في خضم القرار، نكون مشغولين بالعاطفة، بالرغبة، بالاندفاع… ثم بعد أن تهدأ العاصفة، يظهر وجه الحقيقة، فنقول: "آه، لو كنت أعلم!" وهنا تأتي الحكمة… كمشطٍ أنيق يُهدى لرج لٍ ما عاد يملك شعراً ليُمشّطه! لكن لا تيأس من هذه الحكمة المتأخرة، فهي وإن لم تُصلح الماضي، قد تنير دروب المستقبل، أو على الأقل، تُعلمنا أن لا نمنح المشط إلا لمن ما زال يملك شعراً يستحق التمشيط. فربما الحكمة ليست في أن تأتي مبكرًا، بل أن تأتي أصلاً.

كوخي مملكتي...

صورة
بعيدًا عن تلوثكم، عن ضجيج نفوسكم الملوّثة بعقدٍ لا تُحصى، وقلوبٍ مثقلةٍ بتشوّهات الخِلقة والخُلق… ابتعدتُ. لا هربًا، بل نجاةً. لا خوفًا، بل حنينًا لما كان يجب أن يكون. هناك، حيث لا وجوه مزيّفة ولا كلمات مسمومة، بنيت لنفسي كوخًا من خشب الأحلام. لا يراه أحد، ولا يسمع همسه سواي. كوخٌ صغير، لكنه يضجّ بالاتساع… كوخٌ سقفه السماء، وأرضه الذاكرة، وجدرانه من دفء المعنى. فيه علّقتُ أمنياتي كفوانيس تتدلّى من سقف الصبر، نثرتُ كتبي، أوراقي، صورًا التقطتها بعينيّ لا بعدستي، وغرستُ حوله صبّارات تعلمت أن تزهر رغم الشوك. هنالك، يجتمع ما يشغلني، لا كهمّ، بل كموسيقى تسكن روحي وتُعيد ترتيب الفوضى. وهناك… يفيض منّي ما ضاق به العالم، ولا ضاق به قلبي. في عالمي ذاك، لا يح تاج الحب لبرهان، ولا الحزن لمبرر. هو كوخي… لكنّه مملكتي. هو عزوفي… لكنه انتصاري. هو نجاتي منكم… لكنه اقترابي من ذاتي.

أنت أيضا لك عينان...

صورة
🛑في زحمة هذا العالم الصاخب، حيث تتقاذفنا موجات الرأي العام وتغرقنا سيل الصور والأفكار الجاهزة، يغدو البصر خادعًا، والبصيرة كنزًا منسيًا. كم من مرة مشينا على درب لا نعلم وجهته، فقط لأن العيون الكثيرة كانت تتجه إليه! كم من فكرة اعتنقناها لأن "الجميع" قالوا إنها الصواب؟ وكم من شعور خجلنا منه لأنه لا يشبه ما يُحتفى به على الشاشات؟ ♨️عندما لا نرى سوى ما يراه الآخرون، فإننا في الحقيقة لا نرى شيئًا. نتحول إلى نسخ مكررة، نردد ما يُقال دون أن نُفكر، نختار ما يُعرض دون أن نُفاضل، نعيش وكأننا نتفرج على حياتنا من خلف زجاجٍ ضبابي. ذلك ليس عيشًا، بل تيهٌ مغطى ببهرجة الرضا الجماعي. الرؤية الحقة لا تأتي من العين فقط، بل من القلب والعقل حين يعملان معًا. أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تتساءل حين يصمت الجميع، أن تتوقف حين يهرول الناس… تلك هي علامات البصيرة. أن تسير عكس التيار لا يعني الجنون، بل أحيانًا هو قمة الوعي. أن تشكّ في ما يبدو بديهيًا، هو تمرين للعقل على ألا ينام. 💎المتاهات التي لا مخرج لها ليست هندسية الشكل، بل فكرية، شعورية. هي الطرق التي نسلكها لأن "هكذا يجب"، بينما في أع...

هل توجد الأشياء بغير أن ندركها؟

صورة
> ❓منذ الأزل، يتردد صدى هذا السؤال الفلسفي العميق: "هل يُوجد الشيء إذا لم نُدركه؟" سؤال يفتح الباب على مصراعيه نحو عوالم الإدراك، الوعي، والوجود ذاته. نحن البشر نُدرك العالم من حولنا عبر حواسٍ خمس: نلمس، نرى، نسمع، نشم، ونتذوق. فالحواس تُعطينا مفاتيح الواقع، وتُشكّل لدينا فكرةً عن ما هو موجود. لكن، هل وجود الشيء يتوقف علينا؟ ماذا لو لم نكن؟ هل كان سيبقى الشجر شامخًا؟ والبحر مائجًا؟ والصخر صامتًا؟ 🛑 الفلاسفة اختلفوا؛ فـ"جورج بيركلي" مثلاً قال: "الوجود هو أن يُدرَك" ، واعتبر أن الأشياء لا تُوجد إلا بوجود من يُدركها. أما الفيزياء الحديثة، فتلعب دورًا مُربكًا عبر مفاهيم مثل "مبدأ الريبة" و"تأثير الراصد" في ميكانيكا الكم، حيث يبدو أن وجود الأشياء يتحدد أحيانًا بفعل المراقبة ذاتها. لكن من زاوية أخرى، الكون لم ينتظرنا ليبدأ. فقبل أن نُولد، كانت النجوم تضيء، والأنهار تجري، والصخور تتفتت بفعل الزمن. نحن جئنا متأخرين على مسرح الوجود، كمتفرجين، لا كخالقين. 📌النتيجة؟ الوجود لا يحتاجنا لنُثبت صحته، لكنه يحتاجنا لنسأله، لنتأمله، لنتعجّب. نحن م...

إبتسامة ذئب

صورة
ليس كل من فتح لك ذراعيه محبةً هو ناصح لك أو نقيّ السريرة، ولا كل من أدار لك ظهره خذلانًا هو شرّ عليك. القلوب ليست مرايا صافية دائمًا، وبعض الابتسامات قد تكون أقنعة ناعمة تخفي وراءها أنياب الذئب، بينما بعض الجفاء قد يكون دواء مرًّا لروحك، إن تأملت فيه طويلًا. تقبُّل الناس لك ليس دائمًا علامة على طيبتهم، فقد يتقبلك من يراك فرصة، لا إنسانًا، أو يرضى عنك من يجد فيك وسيلة، لا غاية. قد يُعجب بك من يحتاجك، لا من يُحبك... وقد يحتفي بك من يراك ضعيفًا يمكن السيطرة عليه. وفي المقابل، ليس النفور دائمًا إذًى، بل أحيانًا يكون النجاة التي لم تطلبها. كم من شخص نفر منك وأنت لم تدرك حينها أن ذلك الرفض كان رحمةً من السماء، يدٌ خفية تدفع عنك شرًا لم تلمحه، وتوقظك من تعلقك بما لا يليق بك. الناس يعكسون شيئًا من حقيقتهم في طريقة قربهم أو بعدهم. الطيب حقًا، لا يُحبك لهوى، ولا يرضى عنك لمصلحة، بل يراك بعين القلب، لا بعين الطمع. والمؤذي، وإن تقنّع بالودّ، يكشفه الزمن ويفضح نيّاته أول موقف. دع قلبك يُبصر... وخذ من القبول لطفًا لا غرورًا، ومن الرفض درعًا لا وجعًا. فليس كل مَن جاءك هدية، ولا كل من ابتعد عنك خسارة...