العصفور الجريح
لم أكن مسرعا ذاك النهار عندما كنت و طفلاي في طريقنا عائدين من الريف بل كنا نستمتع بنسيمات رقيقة تتسلل من نوافذ السيارة و شاء القدر أن يصطدم عصفور بالزجاج الأمامي..لحظة مهيبة و خشية أن نكون سببا في سفك دم هذا الكائن الرقيق ، توقفت عند جانب الطريق لأتبين ماحصل للعصفور ... قطرات ساخنة من الدم ولكن خفقات باهتة أوحت أنه مازال حيا... أخذته إلى السيارة وقد بدا القلق و التوتر على ولداي وربما دمعت عينا الأصغر منهما... وكان إجماع الرأي أن نحمل جريحنا معنا إلى البيت لنرى كيف نتصرف و بالفعل كان جو البيت أشبه بشعبة الطوارئ.... لففنا العصفور بمنديل وحاول ولداي تقديم الماء و الطعام له.... هكذا...استمر حال بيتنا لأيام كان خلالها عصفورنا يظهر نشاطا و تحسنا إلى أن اكتملت عافيته وبدا عليه تآلفه مع فريق المسعفين...وفي يوم قررنا أنه حان للجريح أن يعود إلى حريته و كان وداعا حارا عندما أطلقناه من النافذة ودموع الفراق على وجنات طفلي الأصغر...