موعد عربي
من العادات التي تقيس تحضّر مجتمع و رقيّه هي المواعيد و دقّة المواعيد و قبل كلّ
ذلك الإلتزام بها... و من باب التهكّم بيننا على ذلك أن نقول : " موعد عربي "
للإشارة أنّه موعد يشطّ و يمطّ وقد لا يتحقّق ، و الأنكى من ذلك أنّنا في عصر تطوّر
وسائل الإتصال الذكيّة ، كثير منّا لا يستخدمها بذكاء للإتّصال و تحديد موعد مثلاً
أو فى حال النكوث للإعتذار عنه... و لتوضيح أكثر ، أسرد هذه القصّة التي جرت لي و
كثيراً ما تثير أعصابي مثل هذه الحالة .. تواصل معي صديق و زميل عمل يوماً ليحدّد
موعدا لزيارتنا في البيت و تهنئتنا بمناسبة كانت وقتها ، اقترح الساعة الثامنة و
النصف مساءً و اتفقنا... صارت 8.30 ثم 9 وبعدها 9.30 إلى أن رنّ جرس بيتي عند
الحادية عشرة و النصف ليلاً !!! ماذا تتوقّعون أنّي فاعل ..؟ طبعاً لم أفتح له
الباب و رفضت الزيارة لأنّي بكلّ بساطة أنام في الحادية عشرة و أستيقظ في السابعة ،
و صديقنا العزيز سهراته صبّاحية ، يعني كان سيحرمني حقّي بالنوم و أيضاً سيحرمني من
يوم عمل ، في اليوم التالي عاتبني و كنت صريحاً معه لأبعد حد ... ومن تجليّات
الفوضى غير المناسبة في المواعيد أن يطرق بابك زائر ، و ليس طالب حاجة دون أيّ موعد
مسبق ، و عليك أن تترك أيّ عمل تقوم به لتتفرغ و تكون خير مضيف ، و لا يمكن أن يخطر
ببال ضيف الغفلة أنّك قد تكون بظرف لا يسمح لك بإستقباله كأن يضرب الجرس بإستمرار
أو يصرخ مناديا لك من خارج البيت و أنت قد تكون في الحمّام مثلاً او بأمور أكثر
حرجاً و ليس هناك فرد آخر في منزلك ليقوم بواجبه...كان ممكن لضيفك العزيز أن يكلّف
نفسه قليلاً و يعلمك بالهاتف بموعد زيارته... حقّاً نحن شعب نتباهى بإقتنائنا لأجمل
الساعات و الأجهزة الذكيّة لكنّنا لا نحترم الوقت و على الأخصّ أوقات الآخرين...
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق