خربوها ....
من لايرى الجمل فهو أعمى و من لا يرى كيف تهدم البلدان و المجتمعات فهو أقرب إلى الأنعام
سواء كانت مخطط لها من أعداء الخارج أو الداخل ، أو نبتت عفوية كفطر العفن في الذوايا الرطبة المهملة ، فإنها موجودة كمؤسسات أو هيئات أو إدارات و حتى أفراد ، يحملون المعاول لهدم كل جميل في أوطاننا و تسخيف ما كنا نعتز به من قيم
و ما تبقى من جوانب مضيئة أخذت تخبو ،
و كان لهم ما أرادوه ، نشروا اليأس في شبابنا و العتمة في رؤوسنا ، و شعور الحيرة و الضياع في أجيال تنظر للقادم من الأيام بهلع و ريبة ..
لقد توزعوا على فرق عمل " ورشات " متخصصة ، لكل منها جدول أعمال مختلف يتبعه ، لهدم و تدمير جانب من حياتنا و مجتمعاتنا ...
- الفن
مؤسسات كاملة بميزانيات ضخمة مهمتها هدم النمازج المضيئة و رفع رموز الإنحطاط ليكونوا قدوة للأجيال الحالية ، فأخبار الدلوعة فلانة و المطرب المايع ذو صوت الغراب أضحت الخبز اليومي لأجيال واسعة من أبنائنا ، وحتى إن كانت هناك جوانب مضيئة من تاريخنا القريب تطوع من يطلوها بالسخام من صانعي مسلسلات
" الشخت عالبلوعة " و يا باطل ...
- اللحى
مازالت المؤسسات والهيئات الكهنوتية مستمرة في وظيفتها الأزلية ، نسف العقل و إثارة الفتن و الخوف من الآخر و كذلك ترهيب الشباب من الدين الحق الذي هو التسامح و العدالة و المحبة بين الناس ، و يغطون أعمالهم بعباءة الحاكم الذي لايدخل الباطل من بين يديه ولا من خلفه " طالما يحميهم و يغدق عليهم من خيراته "
- الإعلام
الإعلام بدوره صنعوا له وزارت ، مهمتها التطبيل و التزمير و التغطية على أهل الفساد و كذلك الإضاءة على كل مايلهي
الشباب ، فكرة القدم مثلاً - ولا أنكر أهمية الرياضة - حولها الإعلام إلى قضايا استراتيجية فضلاً عن كونها تجارة مربحة و الأهم وسيلة تخدير للجموع من الشباب العاطل عن العمل و الفاقد للأمل فيجد في المتابعة والمنافسات تنفيساً لشيئ ما بداخله و للغضب من القهر المعيشي ...
- تمييع التعليم
ولعل ذلك أحد أكبر الجرائم التي ترتكب
بأجيال المفترض أنها عنصر البناء الأساس
للمستقبل ، وبدأ التخريب سواء عفوياً أو بعد تخطيط بتهميش العملية التعليمية ، و مؤسساتها و كوادرها ، و جعلها مجرد مؤسسات شكلية ، لمنح وثائق و شهادات فارغة ، لا تثمن و لا تسهم حقيقة بتطوير المجتمع ، بل تخلق أكوام من " المتعلمين " العاطلين عن العمل و الفارغين من أي قيمة ذات أثر ...
ذلك كان المشهد كما أراه ، ارجوا إن كان لديك ما يغير نظرتي و يقنعني بأني لدي عمى ألوان أن لايبخل بإفادتي ، و يكسب ثوابي ...
د.زكريا محمد عطوني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق