جارتنا الرقاصة
جارتنا الرقّاصة
الأستاذ مسعود في الأربعين من عمره ، يعمل مدرساً للغة العربية ، اضطره الفقر و الشجار اليومي مع زوجته حول متطلبات
الحياة المرهقة إلى أن ينفصلا ، يعيش اليوم في شقة مستأجرة في بناية السيدة صفصف ، البناء من عدة أدوار ، في الدور الأرضي يسكن بواب البناية و حارسها الحاج أبو أبراهيم ، ابو ابراهيم رجل كبير السن عليه علامات التقى و الورع لكن ألزمه الفقر أن يعمل حارساً لبناية الرقاصة صفصف ...
اعتاد ابو ابراهيم كلما التقى الاستاذ مسعود أن يسأله مالك استاذنا متى سنفرح بك ؟ فيرد مسعود : ليس للفقير أن يتزوج يا حاج ، فيجيب ابو ابراهيم بكل زهد و ايمان : رزقكم في السماء و ما توعدون ... ويمضي كل في طريقه...
منذ اشهر دعاني الاستاذ مسعود على كوب من الشاي في بيته ، و أخذنا الحديث لنذكر جارنا الطيب الحاج ابو ابراهيم ، ناقشنا موضوع زواج الأستاذ ، عندها لمعت في رأسي فكرة مستوحات من مواعظ أبو إبراهيم ... قلت للاستاذ يارجل قد يكون رزقك أقرب من السماء انظر حولك بل فوقك ، مابها صفصف ؟ مال و جمال و ...هنا لم يتركني أكمل معترضاً : صفصف الرقاصة...!!!
يارجل هل أنت بكامل عقلك..؟
و انتهى الحديث هنا بعد أن اعتذرت عما بدر مني...
بعد اقل من شهر لمحت الأستاذ بأم عينه ينزل من سيارة الرقاصة صفصف عند مدخل البناية ... يبدو أنه لم يحتج لوقت طويل لبحث إقتراحي الذي استنكره في البداية...
أمس كان الفرح الذي لم يدعُني إليه... وانتقل الاستاذ مسعود الى الدور الأخير ليسكن مع حرمه المصون ...
سبحان العاطي الذي أنعم على صفصف قبلاً و اليوم على الأستاذ مسعود ...
مايشغلني و يحرجني أنا و الحاج أبو ابراهيم لمن سندفع إيجار الشقة عند نهاية الشهر ..؟
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق