خاتم زواج أم حبل مشنقة..!
أسباب فشل أكثر حالات الزواج هي ذاتها التي كانت الدافع إليه ، سواء من قبل أحد طرفيه أو كليهما...
في عائلاتنا العربية ، عندما يبحثون عن زوج لإبنتهم أو زوجة لإبنهم ، هناك نقاط أساسية لا بد من بحثها و التركيز عليها ، و ستكون لاحقاً هي اللبنة الخاطئة في البناء الأسري القادم ، والتي سوف تؤدي لاحقاً ألى إنهيار حلم ، و حصول مآسي أهم من تصيبهم هم أطفال تلك الأسر...
ساورد أبرز النقاط التي يبحث عنها الأهل في شريك لفلذة كبدهم التي ستكبدهم الحسرة و الأسى لاحقاً :
- الرزق والمال
ربما أهم الأهداف لعائلتي الطرفين ، هي الملاءة المالية لأنسبائهم الجدد ، و ما يمكن أن يرث الصهر أو الكنة من تلك الأرزاق ، أو الحالة المادية للنسيب والوظيفية التي ربما ستنعكس عليهم كما يأملون ، ليصابوا بالخيبة فيما بعد طالما أن الأرزاق لا تدوم
- الجمال
- و هذا أوهن حبال الربط بين الزوجين ، فهو بضاعة ذات عمر تخزين قصير ، سوف يذبل ويذوي مع هموم السنين و شقاء الأسرة ، و لربما سيخلق أرضية للخيانة ، طالما كان السبب في الأساس لإنشاء تلك المؤسسة القلقة و غير المستقرة..
- المكانة الإجتماعية يميل الكثير من الشباب للتوجه في خياراته نحو الأسر ذات الطبقة الإجتماعية الأعلى ، سواء مادياً أو ثقافياً أو وظيفياً ، طمعاً في القفز إلى تلك المرتبة و إعادة ترتيب أوضاعهم ، لكن كثيراً ما تحصل الصدمة ، ويتحول الحلم إلى كابوس...
- اللقب
تميل أغلب الفتيات للحصول على ذوي الألقاب ، لتكون " زوجة الدكتور " مثلاً حتى لو كان نكرة أو سكيراً أو فاشلاً في جميع ميادين الحياة ، إضافة أن لقب الدكتور إضافةً إلى المكانة الإجتماعية يوحي بأنه من ذوي الرزق الوافر.... و سيتكشف لها لاحقاً أن " الدكتور " لا يختلف عن بقية الخلق و قد يكون من أفقر خلق الله مادياً...
- الشهادة العليا
يجري في مجتمعاتنا معتقد أن الشهادة الجامعية تعني " مثقف " ، و الكل يريد أن يناسب المثقف لمكانته و إحترامه في المجتمع ، و غاب عن الجميع أن وثيقة التخرج لا تعني أكثر من بطاقة دخول للعمل المهني و ليست بالضرورة تعني الثقافة ، فكثير من المثقفين و ربما أشهرهم لم يدخلوا معهداً و لا جامعة ، بل حصلوا ذلك بعراك الحياة و مكابدة التجارب و بعض المتابعة...
بالمحصلة هناك طريق آخر لبناء الأسر غير تلك القواعد المتصدعة ، هي مؤسسة و مشروع العمر ، لنحسن إختيار مواد البناء ، ونبتعد عن الرخيص ، وخلاصة تجربة أقول لكم : كل ما له ثمن مادي فهو رخيص....
د. زكريا محمد عطوني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق