حمية المتوسط مالها وما عليها
الطعام المتوسطي الإفتراضي يصنفه علماء التغذية بالمراتب الأولى فما هي الحقيقة ؟
الحمية المتوسطية
يعتقد كثيرون أن ما يسمى بحمية المتوسط ، هي الأكثر توازناً ، و الأعظم في تنوعها و قربها من الطبيعة ، و هذا صحيح إلى حد كبير و عائد إلى غنى منطقة حوض المتوسط بالخيرات الطازجة ، كالحبوب و البقول و الخضار و الفاكهة ، و كذلك إلى اساليب التحضير البسيطة التي تعتمد على سلق مكونات الطبخ من الخضار أو تتبيلها مقلية بزيت الزيتون الطازج وبعض البهارات المحلية ، دون أن تمر بالكثير من العمليات و الإضافات التي تخفض من قيمتها الصحية ، إن لم تدخل عوامل مؤذية إليها ، وتعتبر الوجبات المكونة من الخضار و البقول صحية أيضاً نظراً لتحييدها البروتين الحيواني من لحوم حمراء و بيضاء ، و إبقائه ضمن النسب السليمة التي يقرها خبراء التغذية ، ذلك ماجعل معظم الدراسات و المؤلفات المختصة بالتغذية تضع حمية المتوسط بالمرتبة الأولى و توجه الناس لتناول طعام المنطقة لحياة صحية و سليمة .
لكن يؤخذ على حميتنا المتوسطية انها ليست متجانسة ، و بنفس الوصف عند كل شعوب حوض المتوسط ، فطعام أهل المغرب العربي ليس مطابقا تماما لما هو في المشرق ، او الساحل الشمالي الأوروبي من حيث نسب الدهون و البهارات و طرائق التحضير ، لهذا أقول أن الأسم " حمية المتوسط " هو اصطلاحي و غير دقيق تماماً ..
ولا بد من ذكر أن الإحتكاك و الغزو الحضاري من الشمال إلى الجنوب ، أدخل عادات غذائية في القرنين الماضيين لم تكن موجودة ، فأجدادنا في السواحل الجنوبية و الشرقية للمتوسط لم يكونوا قد تعرفوا إلى البرغر و الهوت دوغ وما إلى ذلك ، أيضاً في سهراتهم و منتدياتهم كان مشروبهم شاي الأعشاب و الزوفا و النعناع و ليس النسكافيه و قهوة السبريسو ...
ولا بد من التعريج على أسوأ مافي حميتنا المتوسطية و كثيراً ما أذكرها ، و هي عادة جعل مادة الخبز أداة لتناول الطعام أكثر منه نوعاً من الطعام ، و هذا ينسف تماماً النسب الصحيحة للوارد الغذائي ، ولا أشك لحظة أن هذه العادة هي ذات أثر كارثي في حالات صحية عديدة أولها داء السكري ...
د.زكريا محمد عطوني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق