الهواية و الإستقرار النفسي
هل لديك هواية ..؟
يمارس البشر الكثير من النشاطات بشغف و رغبة، بعيداً عن العمل الوظيفي الذي يكون مملاً و مرهقاً ، في كثير من الحالات تلك النشاطات التي لايكون الدافع إليها الكسب والتحصيل المادي ندعوها هوايات و هي كثيرة و متنوعة و من الممكن أن تكون للشخص نفسه واحدة من تلك الهوايات أو اثنتان أو أكثر...
أهمية الهواية
إن مجرد و جود نشاط محبب لنا خالياً من ضغوط العمل و الواجب و الضرورة يعتبر فسحة للنفس البشرية ، و صمام أمان ، عندما نمارسها نتخلا عن جميع مايثير قلقنا ، من هموم العيش اليومي أو حتى من ذكريات أليمة تشوش علينا صفحة حياتنا ..
من تجربتي الخاصة و قد تعددت هواياتي فأنا تلتبسني حالة من النشوة و السكرة إذا صح التعبير عندما أعمل في حديقة منزلي مع نباتاتي أو عند جلوسي على شاطئ البحر مع صنارتي و عدد الصيد أو حتى و أنا أدون مقالاً لأنشره حول موضوع معين يشغل رأسي كهذه التدوينة ...
الهوايات صمام أمان
إن تراكم الضغوط و الإجهاد على أحدنا كنواتج لممارسة العمل اليومي ، سواء في الوظيفة أو الأسرة أو المجتمع و متطلبات العيش و تأمين فواتيرنا اليومية ، و كذلك منعكسات الأحداث السياسية ، و المآسي الإجتماعية ، و الأوبئة الفتاكة التي تحاصرنا ، كل ذلك قد ينتهي بنا بردود جسدية أقلها إرتفاع الضغط الشرياني و مرض السكري ولائحة تطول من المخاطر الصحية ، إن استسلمنا لها و لم نخلق لأنفسنا صمامات أمان أو فسحات ، ننسى بها ما نعيشه من ضغوط تهددنا فكانت تلك الحيل العفوية التي تطلبها طبيعتنا رأفةً بحالنا و اصطلحنا على تسميتها هوايات...
ثبت بالتجربة الدور النفسي لممارسة نشاط محبب كالاإستماع إلى الموسيقى أو رياضة المشي أو مثلا متابعة أسماك الزينة في الحوض المنزلي ، أنت في تلك الحالات تتحكم حرفيا بسويات القلق و التوتر النفسي لديك ، وتعيد تدفق الأدرينالين إلى منسوبه الطبيعي في دمك ...
الهواية و كبار السن
لعل أوضع من تتجلا عندهم أهمية الهوايات هم شريحة كبار السن ، ففي هذه المرحلة العمرية نكون قد تركنا أعمالنا و وظائفنا و أيضاً قلت و تراجعت مهماتنا و مسؤولياتنا إلى حد نكاد نكون عالة على أسرنا ، و تنخفض كثيراً لدينا فرص الخروج من البيت و أظنكم قد خبرتم ما يعانيه الكبار من شعور بالوحدة و الإهمال و النقد المتواتر لتصرفاتهم و حتى لكلماتهم ، لكن كبير السن الذي لديه مايشغله و يشعره بأهميته و أنه مازال عضواً فاعلاً و مفيداً في أسرته و مجتمعه و أيضاً يقضي فيه أوقاته بشغف و إهتمام ، هذا الكبير سينسى وحدته و يحافظ على صحته و نشاطه ، و هناك الكثير من النشاطات الممكنة و المحببة للكبار ربما الكتابة أو رياضة المشي أو النوادي و الأماكن التي يلتقي فيها مع أقرانه ولا بأس حتى لو كانت مقهى أو حديقة...
هل مازلت تلهث وراء همومك اليومية و لا تجد متنفس لروحك من زحام الحياة ..؟ أنا أقول لك : احمل صنارتك و اتبعني...
د. زكريا محمد عطوني
صحيح تماما الهوايه تخلق فسحه من الامل والراحه النفسيه وممارستها يغزز السكينه والاطمئنان 👍🌷
ردحذف