طفلي و طبيب الأسنان
يعاني كثيراً الأطباء و أطباء الأسنان أكثر ، من ظاهرة خوف الأطفال و مقاومتهم الإستسلام لإجراءات الطبيب ، ويعود ذلك إلى جهل الأهل بأساليب التربية و أعداد أبنائهم لمثل تلك المناسبات التي لابد سيقبل عليها أطفالهم ، وهي زياراتهم لطبيب الأسنان أو طبيب الأطفال أو غير ذلك ...
منذ أيام كنت في طريقي إلى منزلي ، عندما رن في أذناي صوت سيدة شابة تصرخ على طفلها الذي يبكي - و قد لمحتني - أن أصمت أو انظر سأنادي للدكتور يضربك إبرة ... !
قصة أخرى أرويها ، عندما دخلت عيادتي أستاذة جامعية مع طفلها المرعوب أيضاً ،
كان يبكي و يصرخ بشكل هستيري ، و نحن أطباء الأسنان لدينا حركاتنا و مناوراتنا في هذه الحالات لترويض الطفل و تهدئته و كسب ثقته لكن السيدة والدته أصرت على التدخل باسلوبها الفج محاولة إسكاته بطريقة كمن يرمي الزيت على النار تهديداً و تعنيفاً ، هنا طلبت منها بلطف أن تخرج و تنتطر في صالون العيادة وخلال دقائق قليلة تمكنت من " الإحتيال " على الطفل المدلل و أكملت عملي على أسنانه...
ذكرت تلك الأمثلة لشرح كيف أن الجهل في تربية أطفالنا يعرضهم لمخاوف و عذابات هم في غنى عنها و بالمقابل هناك حالات معاكسة عندما كان يجلس طفلي على كرسي المعالجة و هو يلهو و يمرح كان يشترط علي أن أقوم بتخديره بالمحقنة التي يهابها كثير من الكبار قبل الصغار...
مبادئ بسيطة
- لا تهدم العلاقة مسبقاً بين طفلك و
الطبيب بإخافته منه و من أدواته .
- ليرافقك طفلك إلى عيادة الطبيب أثناء
معالجاتك و زياراتك الروتينية ليتعرف عليه و يألف تجهيزاته و أدواته .
- ثقف طفلك صحياً و ازرع في وعيه أن
هناك أصدقاء وجدوا لتقديم العون له،هم
الطبيب و الممرضة
نقع كثيراً في عواقب جهلنا بغض النظر عن شهاداتنا المهنية و مراتبنا العلمية ففي أمثلتي التي قدمتها أستاذة - صاحبة كرسي - لم تجعلها كرسيها الجامعي ، و لا حتى لو كان لها طقم كنبايات في الجامعة أن تحسن تربية و إعداد فلذة كبدها لساعة لا بد آتية...
د. زكريا محمد عطوني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق