علمتني الغابة

من لا يدرك معنى الحياة أدعوه للتجول في غابة.. مسبقاً أخبرك ستخرج منها متعباً.. لكن بصورتين مختلفتين.. فقد تدخلها ولا تجد غير المصاعب، وكم ستتعثر قدماك وتتوالى السقطات وربما جروح وخدوش.. وهي كثيرة، وفي النهاية ستخرج من جولتك مرهقاً تعباً وتلعن الساعة التي دخلتها.. وهناك مصير آخر أدعوه وجهة الصياد أو المستكشف المنشغل دائمًا بهدف أو أكثر من دخوله الغابة.. قد يكون الصيد أو البحث عن منتجاتها كالفطر، أو الأعشاب البرية، أو دراسة الأنواع النباتية، أو الحيوانية، سيخرج من غابته متعباً أيضاً، لكن فرحاً بسعادة ما أنجز... كذلك هي الحياة إنها غابة ستتعرَّض فيها لسلاسل من النكسات، والأحداث المفرحة، وسترهقك إن لم يكن لك فيها غايات... ألم يخبرنا الله -سبحانه- عندما قال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) [الذاريات: آية 56] وأنا أميل بكل جوارحي أن "يعبدون" لا تعني غير يعرفون، ويبحثون في نواميس الكون وقوانينه... د. زكريا محمد عطّوني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...