هذا ما وجدنا عليه آباءنا...

يرتسم سلوك الأفراد منذ طفولتهم الأولى ، و تحدده عوامل عديدة ، أهمها البيئة الإجتماعية و شخصية الوالدين بالدرجة الأولى ، تلك البيئة تضع المعايير و القواعد التي سينشأ عليها الطفل ، إما تبنياً لها أو تخلق لديه ردود فعل عكسية معادية و ربما إنتقامية... عند أطراف المدينة حيث كنت أسكن ، كانت شرفتي تطل على بيت عربي ضمن مزرعة بسيطة ، يسكن البيت أسرة مكونة من أب سكّير و زوجة مسكينة و بضعة أطفال صغار ، أصوات الشجار و العراك بين الجار و الجارة لا تهدأ 24/24 شتائم و ضرب و كثير من الخروج عن الحياء ، كان أكثر ما يؤثر بي مشهد الأطفال و قد أنذووا جانباً يبكون و يرتجفون من الخوف ... المشهد الأكثر إيلاما و هذا ما أريد الوصول إليه ذات الأطفال عندما يغيب والديهم عن المنزل و يشعرون ببعض الحرية ، كانوا يتصرفون بوحشية إجرامية مع حيوانات مزرعتهم الصغيرة كالخراف والبقرة و الدجاجات ، مرات عديدة كدت أن أتدخل عندما لاحق طفل منهم مجموعة من الصيصان و أمهم بحجارة أكبر من الصوص بحد ذاته ، ليقتلهم واحداً بعد الآخر ... هذا كان سلوكهم مع ممتلكات والديهم و لكم أن تتخيلوا تصرفاتهم في الحي ، أما الطامة الكبرى عندما يكبرون ، ما هو السلوم الذي نتوقعه من أبناء هكذا خلفيتهم و نشأتهم ؟ و طبعاً لم يتلقوا شيئاً يسيراً من العلم و التوجيه و التربية...
0

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...