أسنان طفلي...
يخطئ كثير من الآباء في نظرتهم إلى الأسنان المؤقتة لأطفالهم - الأسنان اللبنية - على أعتبار أنها سوف تسقط و تستبدل بتلك الدائمة ، ويجهلون أنها وجدت لتأمين وظائف أساسية للطفل ، وليت الأهل يدركون العواقب التالية لتعطيل تلك الوظائف ، و تكاليفها المستقبلية ...
بداية هي لم تخلق عبثا ، فبعد مرحلة الرضاع سيبدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة كالكبار و هذا يستدعي وجود أسنان سليمة ، لتقوم بتقطيع و سحق الأطعمة بشكل مناسب و دون ذلك سيعاني الطفل كثيرا في جهازه الهضمي ، و ربما يعرضه إلى عواقب سوء التغذية...
والطفل سيبدأ بتعلم الكلام و لا يخفى دور الأسنان و وجودها و إنتظامها للحصول على مخارج سليمة للحروف و ألفاظ غير مشوهة...
إن الآلام الناتجة عن تسوس الأسنان ومتاعبها للطفل سوف تمنعه من كثير من الطعام المفيد لصحته و توجهه إلى أصناف ضارة لتجنبه عملية المضغ...
أما - و ربما الأسوأ - إن الفقد المبكر لأسنان الطفل أو حتى لمسافات التماس بينها ، سوف ينتج عنه تشوهات لاحقة في إرتصاف الأسنان الدائمة و بزوغ بعضها قبل أوانه و يوقع الأهل في ضرورة مراجعة أخصائي التقويم لإصلاح الناحية الجمالية لأسنان طفلهم و ما يرافقها من حرج نفسي له بين أقرانه.. وطبعاً نعرف متاعب ذلك و التكاليف الباهظة و المرهقة...
* - متى يجب أن تكون الزيارة الأولى لطبيب الأسنان..؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تقيس إلى أي حد وصل وعينا الصحي كمجتمع بشري آخذ بالتطور .
حقيقة يجب أن تكون الزيارة الأولى في سن الستة أشهر ، عند الزمن المتوسط لبزوغ أول الأسنان وهو عادة الثنايا السفلية ، ومن المفترض أن تبدأ في هذه المرحلة الزيارات الدورية لعيادة الأسنان ، أولا لتكوين رابط سليم بين الطفل والطبيب و العيادة و ثانيا لكشف الإصابات الخلقية أو التشوهات أو الإصابات السنية في وقتها المناسب ، و تعليم الأم ومن ثم طفلها لاحقا مبادئ العناية الفموية ، وأجد أيضا أن هذا يمنع و يحد من ظاهرة الخوف من طبيب الأسنان ، التي تحول دون معالجة الكثير من الناس ، و بهذا الصدد كنت أنصح مراجعي عيادتي الكبار بإحضار أطفالهم كمرافقة لهم ، لتشكيل حالة من الألفة مع عيادة الطبيب و تجهيزاته ، وربما عمل نوع من صداقة مع طبيب الأسنان ، لتجنب حالات الخوف الشائعة عند الأطفال عندما يحتاج تلك الزيارة...
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق