المختلف كنز... لتعارفوا
لنعلم أطفالنا أن الآخر المختلف هو مكمل لنا و هو كنز معرفة إن أحسنا التعامل معه
من يشبهني و يتوافق مع كل قناعاتي لا يزيد كثيراً من زادي المعرفي ، هو يريحني ظاهرياً ، لكنه كعنصر كيميائي خامل تفاعلياً لا يضيف لي غير شعور بالدعة و الكسل ، بطبعنا كبشر نولد و لدينا الفضول و هو محرك للحياة ، فضول الكشف و البحث و مطاردة المجهول ، تلك الدوافع التي تُبنى عليها الحضارات و تنهض بها الأمم .. الموروث الصالح مهم و أساس للإنطلاق لكن إن توقفنا عنده تراخينا و تجاوزتنا أمم الأرض و لا بد لنا لنبقى و نستمر من مراكمة الخبرات و المعارف التي نكسبها ذاتياً أو بالإطلاع على أرصدة الآخرين من العلوم و المعارف...
الآخر المختلف ضرورة و نعمة
هو مختلف بما لديه من مكونات و خبرات و معارف و نظرات للأشياء مغايرة لما لديّ ، هي ثقافة أخرى و هي أيضاً كنز و منجم معرفي لي ، قد تكون صائبة أو خاطئة لكنها رائز و مرآة للمقارنة بما لدي..
لن أفصّل بالتمييز بين مختلف و مخالف ، فحتى المخالف الخصم هو أفضل من يدلني على عيوبي و يكشف لي ثغراتي ، فيهديني إلى السبل الصائبة لمنافسته ، بعد استدراك ما لديّ من نقاط قاصرة..
أنا لا أدعوا إطلاقاً لمهادنة المخالف المحارب و حتى في أحلك العلاقات معه لا يخلو مما يدفعنا للبحث عما لديه للتفوق عليه...
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ
...
قال سبحانه و تعالى لتعارفوا و لم يقل لتعرفوا ليرشدنا إلى أن المعرفة تبادلية بين الأفراد و أيضاً بين الشعوب ...
ما نفع أن تعرف أسمي زكريا و أعرف أسمك عبد الله ، لكن أن نتعارف فشيئ آخر أكبر و أعظم و أجلّ فائدة ، أنت تطلع على خبراتي و معارفي و ثقافتي و تتعرف إلى نقاط ضعفي و قوتي و أنا أيضا كذلك و كذلك الأمم و الشعوب و هكذا ترتقي الحضارات و نعمر الأرض...
المختلف هو أنت و هو أنا
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق