سن المعاش و أخطاء قاتلة...
ما أن يصل المرؤ في بلادنا العربية إلى الستين من عمره حتى يرتب حياته و كأنه دخل الشوط الأخير وبدأ الإستعداد للرحيل الأبدي علما منظمة الصحة العالمية صنفت عمر الشباب حتى الخامسة و الستين من العمر ليليه بعد ذلك الكهولة و ليس الشيخوخة ...
ليس من الفأل الحسن رؤية الرجال تحديدا وقد مالوا إلى الكسل والجلوس في المقاهي أو حتى خاملين في البيوت دون نشاط حركي يذكر وهذا التراخي سيكون في وقت قريب سببا لكثير من الإضطرابات المرضية و ربما النفسية أيضا بسبب الشعور بعدم الجدوى و غياب الفاعلية في المجتمع ..
واقع غير مفيد من الممكن تحويل أوقاتنا فيه إلى كتلة من النشاط و الصحة و العافية إن أحسنا التدبر و مارسنا نشاطات نحبها كما سأذكر تجربتي الشخصية بعد تقاعدي و خروجي إلى المعاش إذ وجدت أمامي خيارات كلها ممتعة وتجعلني في كل لحظة راضيا عن نفسي و عن صحتي ...
بعد تركي لمهنتي كطبيب أسنان توجهت للسكن في ريف جبلي قريب من البحر كان ذلك عاملا لخلق حالة من النشاط والهمة العالية لأمارس العديد من الهوايات التي أحب أولها أنشأت حديقة و مزرعة صغيرة فيها ما لذ و طاب من الخضار و الفواكه و النباتات العطرية كذلك أتوجه أحيانا مع صنارتي إلى الشاطئ القريب لأصيد بعض الأسماك و أنال كفايتي من أشعة الشمس الذهبية ولا يفوتني ذكر أني صباح كل يوم أمارس بعض الرياضات الخفيفة و منها رياضة المشي في الغابات القريبة لمسافات لا تقل عن 3-5 كم يوميا و أحيانا كثيرة أقوم بجمع نباتات و خضار برية أعرف نفعها لصحتي و أجعلها جذءاً من طعامي هذا ولم أذكر غير بعض من هواياتي وليس كلها لأقول لأقراني قوموا تحركوا عيشوا حياتكم فالعمر قصير لنجعله فرحا و صحة وعافية وليس إنتظاراً بائساً للموت ...
في بعض مجتمعاتنا العربية يسمون من خرج إلى المعاش متقاعد و يتندرون بالكلمة ليحوروها إلى موت قاعد و للأسف إن لم ننتبه إلى صحتنا و حركتنا و نشاطنا - حقاً - سنموت قاعدين لأننا لم نع و ندرك أن هذا العمر أيضاً له نشاطات كثيرة تجعلنا نشعر أننا ما زلنا في أوج عطائنا و قادرين على كسب إحترام مجتمعنا فضلاً عن تعزيز نظرتنا إلى أنفسنا... و الطريف أننا عندما نصل إلى سن ما يسمى بالمعاش و قد راكمنا الكثير من الخبرة و المعرفة و الحكمة نهجر العمل لنهدر مصادر مهمة لدعم مجتمعاتنا من خبراتنا التي راكمناها عبر عقود...
د. زكريا محمد عطوني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق