أثر الكلمة...



الوسط والبيئة الإجتماعيّة كما مستوى الخطاب و الألفاظ المتداولة لا تقلّ أذىً عن تلك السموم التي تدمّر الجسد .

فأثرها أعظم إن استمر و تراكم على الروح و المزاج ، و أهلنا ربما بالفطرة و إن بدافع مختلف كانوا يعاقبونا على مجرد لفظة خارج حدود الأدب ، ولا أعتقد والدي و والدتي كانوا خبراء بعلم النفس التربوي لكنهم بالفطرة و الثقافة التي تمجد حسن الخلق و السلوك وضعوا لنا قواعد ربما لتحمينا من عواقب ما يتحدث عنه خبراء السلوك - أثر البيئة الإجتماعية - على الفرد ..
أعرف أسراً مصداقاً لما ذكرت ، كانت أحاديثهم العادية صراخا تخالهم في شجار ، ألفاظهم نابية و خادشة للسمع فضلاً عن الحياء ، و أكثر ما يتجلى ذلك فيما لو كانوا مثلا ، يتابعون مباراة لكرة القدم ، كان عادياً جداً سماع أصوات الهرج و المرج و تكسير الكراسي و الطاولات ، لا فرق في ذلك ، سواء كبيرهم أو صغيرهم ، تجد تحصيلهم العلمي أقرب إلى الصفر ، مشاكلهم مع الجيران يومية ، لم يخرج من بيوتهم غير الحمقى وربما زوار السجون ...
كان ذلك مثالاً لبيئة سامة لأفرادها لكن ماذا عن التأثير المفرد للفظة غير مستحبة تصل مسامعك و تهز مشاعرك ، هل قيمت مرة مشاعرك و أنت تتجول في سوق مزدحم ..؟
سباب بذئ و شتائم من كل الألوان وصراخ و حركات إنفعالية ، كل ذلك له اثر مستمر يولد بعضه بعضاً ، و يرتبط بوعيك أن النزول إلى الأسواق يتطلب بعض الجلفة و التغاضي عما يجول حواليك من مهرجانات إنحطاط ...
كم ظلمنا الملح وهناك عوامل أعظم في رفع الضغط الشرياني ، الأشخاص سيئي الخلق و الملافظ ، التجمعات و الأسر الصاخبة ،

وخير ترياق يحمي هدوءك و رواقك و ضغط دمك ... البعد و تجنب ما يعكر صفوك و يؤذي روحك ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...