في بيتنا مصنع طائرات
الستينات من القرن الماضي كان في حينا ولدان إشتهرا بصناعة الطائرات الورقية أحدهما حضرتي و الآخر أكبر مني قليلا ، ذلك الآخر كان بارعا جدا في صناعتها و كان يبيعها للأطفال الآخرين بفلوس قليلة ، لم أكن أقل منه في تلك المهارة لكن كنت أصنعها للمتعة فقط و لتسلية رفاقي اللذين لا يقدرون على شرائها ، وقد كان في بيتنا متسع لممارسة تلك الهواية مع أطفال الحي وليس مطلوبا منهم غير إحضار المواد الخام من أوراق ملونة و خرق قماشية و قصب بستاني و الخيطان المناسبة ، أذكر أنني كنت أستمتع جدا عندما أرى طرف الخيط بيد أحد أصدقائي الأطفال و الطرف البعيد مختف جوار الغيوم لكن هاته المتعة كثيرا ما كان يفسدها حضور جارنا الآخر صانع الطائرت المنافس مزمجرا - و قتلاته لي لم تتمكن أبدا من منعي أن أصنع الفرح لأصدقائي الصغار ....اليوم كبر أطفال الحي و كبرت ، كبرت همومهم ولم يعد بمقدوري أن أصنع لهم طائراتهم الورقية ....
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق