ضرس العقل
ضرس العقل
تقاربت تسميات الشعوب للرحى الثالثة ، أو الضرس الثالث ، عند الإنسان منطلقين من المرحلة العمرية التي يبزغ و يظهر فيها في الفم ، فقاموا بربط هذا السن مرة بالعقل ، و مرة بالحكمة ، علماً كثيراً ما يتسبب هذا السن بآلام ، تجعل العقل في إجازة و تتبخر الحكمة ممن يعاني آلامه ...
ضرس العقل و الألم
ربما تبدأ المعاناة من ضرس العقل حتى قبل أن يكتمل ظهوره في الفم ، نظراً لأن الإنسان يكون بعمر 17-18 سنة و قد اكتملت عظام فكيه ، و أصبحت النسج المحيطة بمنطقة البزوغ ناضجة ، و أكثر قساوة و مقاومة لحركة السن ، الذي يضطر لشق طريقه بصعوبة ، مما يسبب التهابات و إحتقاناً و إرتفاعاً بالحرارة ، لكن ببعض التدابير البسيطة يمكن تخفيف المشكلة ، و التغلب عليها للحفاظ على عضو هام و ضروري لنا كما سيأتي ...
و يتعرض ضرس العقل إلى بعض الإهمال ، لوجوده بعيداً في أقصى عمق القوس السنية ، مما يجعل تنظيفه بالفرشاة ضعيفاً أو منسياً ، وهذا يضاعف من إحتمالات إصابته بالنخر و التسوس ، و بالتالي الألم و ربما تالياً الفقد ...
ضرس العقل مظلوم
انتشرت ثقافة بين الناس أن ضرس العقل لا فائدة ترجى منه ، و مشاكله كثيرة و الأحرى بنا قلعه ، كما كان ينصح بذلك زملاؤنا أطباء الأسنان التقليديين .. سامحهم الله .. والحقيقة وراء هذه المظلمة نقص في التقنيات آنذاك ، و صعوبة إجراءات العلاج ، لكون الضرس بعيداً في الفم ...
أهمية ضرس العقل
القاعدة أن الضرس الموجود في الفم بلا مزاحمة للأسنان الأخرى و يقابله ضرس بالفك المقابل إذن هو عضو عامل ، و كامل العضوية ، يشارك في عملية المضغ كبقية جيرانه بالفم ...أيضاً و حتى إن لم يكن الضرس يؤدي وظيفته في المضغ ، فله قيمة كبيرة جدا ، سندركها عند فقد الأسنان المجاورة له ، و سنحتاجه كدعامة ، نعتمد عليها لبناء تعويض على شكل جسر ثابت ، أو للإستعانة به في تثبيت أي عوض جزئي متحرك للمريض ، الذي فقد أسنانه ، و هو هنا ذو قيمة هائلة لا يقارن بها أفضل أنواع الزرعات الصناعية ...
وقصة ضرس العقل تذكرنا بأعضاء أخرى اعتبرناها لجهلنا بها فائضة لا وظيفة لها كغضاريف الأذن الخارجية أو الزائدة الدودية و أخذت وقتا حتى تم إدراك عملها .
... أليس الله بأحكم الحاكمين ...
د. زكريّا محمّد عطّوني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق