حسيبك للزمن

   

     الوقت يشفي


نتألم و ننفعل لقضايا و يصيبنا القلق من التفكير بها في لحظتها ، ثم تمضي و تبرد إنفعالاتنا حيالها و كأن شيئاً لم يكن ... إنه الزمن ، الزمن يتكفل دوما بالحلول ، و الفكرة بسيطة جداً ، إمنح أي قضية أو ألم أو نار موقدة بعض الوقت الكافي لآليات ربما مجهولة لكن ستأتي بالحل و الرضا و الشفاء أخيراً ...

بعض الألم في أي عضو من جسدك يقلقك و تعمل الأوهام على مضاعفة آلامك ، و أنت تنسى أن في جسدك آليات تعمل للشفاء و محاصرة العلة ، قد تحتاج ليلة تنامها لتقوم صباحاً و قد زال الصداع أو الوجع و قد تحتاج عملية الشفاء ليالي وأكثر ...
و كذلك الأزمات ، أزمات العمل أو الخلافات وحتى التوترات العصبية النفسية ، فأثناء ولادة الأزمة تثير زوابع من غبار أو ضباب ، تحجب المخارج و النوافذ فتمنع النور ، وقد لا تحتاج الكثير من الوقت لتنجلي وتظهر سبل الحل ، أو ليتضح لنا كم كانت معركة تافهة ، أول المتضررين منها نحن و جملتنا العصبية .
وآليات الزمن لا تنحصر في مواضيع الأوجاع الجسدية و الروحية و أزمات العيش و العمل فهي تكاد تنسحب على كل شيئ ، كم امتدت حروب و خلافات بين حضارات أمم و شعوب و دول ، بعضها ربما استمرت لمئات من السنين واحتاجت إلى الكثير من الوقت الذي تكفل بتغيير ظروف قائمة كانت وراء الخلافات و استبدل بها ظروفاً جديدة تغيرت معها المواقف و تحول  أعداء الأمس حلفاء اليوم .
نعم كل شئ في حضارتنا الأرضية يخضع لعامل الزمن و للقاعدة الأذلية لايصح إلا الصحيح في النهاية ، قد يتأخر و ينحرف قليلا بفعل إرادات غير سوية ، لكن القاعدة ثابتة و قد آمن بها الفلاسفة و المناطقة و ثبتها شاعر يوما بالعبارة الشهيرة : حسيبك للزمن ... لإيمانه بأن الزمن و إن طال لا بد للحق أن ينجلي .

تعليقات

إرسال تعليق

اترك تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...