ما الذي تغيّر..؟


حقّاً...مالذي تغيّر...؟ الأشياء أم طريقة إحساسنا بها ...
ما زلت أذكر بدقة متناهية طعم رشفة الشاي الأولى ، في بيت جدي الترابي منذ ستين سنة ... و أذكر تلك الفناجين الخزفية ، الطعم سحر و الفناجين لوحات فنية حقيقية ، لا تشبه أبدا ما نصطلح اليومَ على تسميته شاياً نرتشفه في أكواب بائسة ..
قد تكون عيون الطفل و أحاسيسه الفتية  قد أصابها التعب و صدأ الأيام ، أم هو الزهد في المتع البسيطة ، نمارسها آلياً دون تأمل و لا شغف ، كم مرة نسكب و ننهي فنجان قهوتنا دون أن نشعر ، حضر الفنجان و رحل ونحن غياب ، هو ضباب أغشى مراكز الفرح في جملتنا العصبية ، فننتبه متأخرين أن حلاوة الأشياء مرت و عبرت ، طرقت أبوابنا و لم نكن حاضرين.
       دكتور زكريا محمد عطوني

تعليقات

إرسال تعليق

اترك تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...