التجارة بالبشر مستمرة....

أعراف جاهلية كانت سائدة و كذلك عادات و قيم و سلوكيات لم تكن تراعي أبسط المبادئ الإنسانية كالعدالة و حرمة الإنسان و حقوقه الأبسط بالعيش بشروط تحفظ له كرامته و حريته ...
و من أسوأ ما كان مألوفاً عند تلك الأقوام هو الرق و التجارة بالبشر و اتخاذهم عبيداً لخدمة مالكهيم ، وما تنطوي عليه تلك التجارة من مهانة للكائن البشري ومعاملته بل و التداول به كحيوان أليف يباع و يشرى و له ثمن يرتبط بقوته البدنية أو سنه و جمال شكله ...
جاءت الأديان السماوية في كل رسالاتها لتحرر الإنسان و تعيد له قيمته المعنوية و تكرمه و آخر تلك الرسالات كانت الإسلام الذي حارب الرق و ساوى بين البشر و فاضل بينهم فقط بدرجة الإرتقاء العقلي و الإيماني ليجعل ذلك ميدانا للتنافس و السمو ...
إلا أنه وكما هو متوقع بعد أوج الرسالات تحصل إنتكاسات و عودة إلى ما كان عليه الآباء لكن ببعض التحايل و التمويه و تزوير المبادئ الأساسية التي جاء بها الرسل و المصلحون فكانت عودة ولو بطرق و أشكال و تحويرات تناسب العصر وتعطى أحيانا صبغات لتبدوا كأنها متصالحة مع الدين إن لم تكن تطبيقاً لشرائعه أو في حالات أخرى يتم ترويجها أيضاً تحت شعار الفن .
سأورد هنا بعضاً من تلك الظواهر المهينة للبشر و إن اتخذ بعضها صورا عصرية لتناسب تطور المجتمعات ...

  • الجواري

تطالعنا في كل لحظة صورا لنساء يعرضن أجساداً شبه عارية و بوضعيات ذات إيحاءات رخيصة للترويج بعنوان " آخر طلة " للغانية فلانة ، علَّ و عسى يلتقطها ثري ماجن يقضي معها أياماً و ربما شهوراً ثم يرميها ...

  • تجارة خدم المنازل

وهي من أبشع مظاهر استغلال فقر و ضعف بعض البشر و قد تشكلت لذلك مكاتب تتاجر بهم وتبيعهم لبعض الأسر الثرية ليتعرضوا للكثير من الإذلال و المهانة مستغلين حاجتهم للقمة العيش .

  • تجارة الجنس

وتكاد تكون هذه من النشاطات المعترف بها رسمياً في بعض المجتمعات و تعتمد على إستغلال فتيات من أسر مسحوقة و مفككة ولم تنل حقها من العلم و الوعي فكانت ضحية لذئاب بشرية تستغلها و عصابات منظمة تدير تشغيلهم .

  • المهر المزيف

لعل من أبشع ماتم تزييفه في مجتمعاتنا مفهوم و مصطلح " المهر " الذي لا يمكن أن تجد له معنى الثمن في أي قاموس للغة العربية وهو في الأصل يعني الهدية التي يقدمها الخاطب للفتاة كعلامة و إشارة إلى أنها تمت خطوبتها وقد تكون خاتماً أو أسوارة أو لباساً و غير ذلك ، والهدية تفقد المعنى و تتحول إلى ثمن و صفقة إذا تم التفاوض و المبازرة عليها ... لكن وصل التزييف و التزوير إلى صيغة تتم بموجبها عملية بيع لكائن بشري و يخضع السعر لمواصفات كأي سلعة في الأسواق .

الدكتور زكريا محمد عطوني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...