لنتواضع و نتعلم منهم

الدكتور زكريا محمد عطوني

قد يكون الكائن الوحيد الذي فقد البوصلة هو الإنسان لأنه حاز على خيارات إضافية تخضع لإرادته و تفكيره ، لكن الكائنات الحية الأخرى لم يتركها مدبر الخلق أو الطبيعة إن شئتم دون أدوات تعينها في تدبر معيشتها و صحتها ندعوها الفطرة أو الغريزة... 
هل تأملتم بعض الحيوانات كيف تتصرف في مواقف محددة ..؟ 
أليس غريباً أن تجدَ هرةً تأكل بعضاً من أعشاب الفصيلة النجيلية  ..! إنها ياسادة تتناولها بالغريزة لمعالجة حالة من الإصابة في جهازها الهضمي  وهي في الأصل - الهرة - كائن لاحم ... 
مثال آخر من سلوك القطط وغيرها أيضاً عندما تنهض من نومها أول ما تقوم به حركات تمطي " مطمطة " لتعيد تناسق عضلاتها و أوتارها وتزيد التروية الدموية و الأكسجة في أعضائها إستعداداً لنشاطها في المطاردة و البحث عن رزقها...
 بعض الغزلان عندما يحتاج جسمها بعض العناصر المعدنية ، تقوم بلعق صخور ملحية من ملح الهمالايا الوردي الغني جدا بمكونات طبيعية..  
هل هذا يحدث بالصدفة  ؟  كيف عرفت تلك الحيوانات أولاً بحاجتها إلى عناصر محددة ثم بوجود تلك العناصر في تلك الكتل الملحية..! 
الأمثلة كثيرة من عالم شىركائنا على الأرض الفاقدين لأهم ما تميزنا به العقل و التفكير،  ذات العقل و التفكير ما جعلانا نصاب بالغرور و من ثم الغفلة ، الغفلة التي راحت بنا بعيداً ليس فقط بيولوجياً بل حتى أخلاقياً و ما ندعوه خطأً... إنسانياً... وحتى هذا الإنسانياً ربما علينا أن نعيد تعلمه من تلك العجماوات ... الرحمة و العطف... 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...