فلسفة اللعب...
🔻اللعب: من اللهو إلى وسيلة لفهم العالم
🛑عند النظرة السطحية، بيظهر اللعب وكأنه مجرّد لهو، غايته الأساسية قضاء وقت ممتع، والابتعاد المؤقت عن الجدية والالتزامات. هي النظرة الشائعة، وبيشارك فيها كتير من الناس، لهيك لما منشوف طفل عم يلعب، منقول عنه "فاضي"، أو "عم يتسلى". بس الحقيقة أعمق من هيك بكتير، وهاد اللي بينتبهله كل من اشتغل أو فكر بعمق بعلم النفس، الفلسفة، والتربية.
⭕اللعب كأداة نمو وتشكيل الوعي
من وجهة نظر علم النفس التنموي، اللعب هو النشاط الأهم بمرحلة الطفولة. الطفل ما بيملك لغة معقدة يشرح فيها مشاعره، وما عنده بعد تجريدي كافي ليفهم كل شيء حواليه. فشو بيعمل؟ بيحاكي، بيجرب، بيمثل، بيخترع ألعاب. من خلال اللعب، الطفل عم "يجرّب" العالم، كأنه عم يلبس كل يوم شخصية مختلفة أو بيعيش موقف جديد ليختبره، ويفهمه، ويتعلم منه.
📍الطفل يلي عم يلعب بلعبة "الطبيب والمريض" عم يفهم أدوار المجتمع.
📍يلي عم يبني برج من مكعبات عم يطوّر مهاراته المكانية، والتركيز، وحتى المنطق.
📍ويلي عم يركض ويمارس ألعاب جسدية عم يدرّب جسمه وتوازنه وقدرته على التنسيق بين الحركة والفكر.
🎯اللعب هو عقل الطفل وهو عم يشتغل بأقصى طاقته، بس بشكل ما بيشبه "الدرس" أو "الواجب".
💥البعد الفلسفي للعب: بين الحرية والتجربة
بالفلسفة، اللعب كمان إله مكانة مهمة. مثلاً، الفيلسوف الألماني فريدريش شيلر شاف إن الإنسان ما بيعيش حريته الحقيقية إلا باللعب. ليش؟ لأن اللعب هو لحظة ما فيها قسر أو واجب، لحظة فيها الإنسان بيخلق عالمه الخاص، بقوانينه هو، وبخياله هو. وهاد الشي بيحط اللعب بمصاف "الفعل الخلّاق"، مش بس اللهو.
أما كارل يونغ، فبيحكي عن اللعب كأداة للتوازن النفسي، لأن من خلاله منطلق اللاوعي ليعبّر عن حاله، خاصة عند الأطفال.
وحتى هويزينغا، مؤرخ الثقافة، كتب بكتابه الشهير "Homo Ludens" (الإنسان اللاعب)، إن الحضارات ما بتتطور بس عن طريق العمل والجد، وإنما عن طريق اللعب كمان – وهاد بيظهر من الطقوس، والمنافسات، وحتى من طريقة صياغة القوانين.
✴️اللعب كوسيلة لفهم المحيط
من خلال اللعب، الطفل ما بس عم يتسلى، هو عم يكوّن صورة عن العالم:
كيف بيمشي الزمن؟
شو هي العلاقات بين الناس؟
كيف ممكن نكسب أو نخسر، ونحس بمشاعر متناقضة مثل الفرح، الغضب، الغيرة، الحماس؟
كيف نفاوض؟ كيف نتشارك؟ كيف نتعامل مع القواعد؟ أو حتى نخرقها؟
اللعب هون بيصير مخبر صغير، تجربة مصغّرة عن الحياة. وكل ما كان اللعب حر وغير مقيّد، كل ما كانت نتائجه أعمق.
🎯خلاصة
اللعب مو ترف ولا مضيعة وقت، هو حق من حقوق الطفل، وأداة لتشكيل الوعي والفكر، ومجال للحرية والتجريب. إذا اعتبرناه مجرد لهو، منكون عم نغفل عن أعمق الوسائل اللي بيستخدمها الإنسان – صغيرًا وكبيرًا – ليعرف نفسه، ويعرف العالم.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق