أنت أيضا لك عينان...

🛑في زحمة هذا العالم الصاخب، حيث تتقاذفنا موجات الرأي العام وتغرقنا سيل الصور والأفكار الجاهزة، يغدو البصر خادعًا، والبصيرة كنزًا منسيًا. كم من مرة مشينا على درب لا نعلم وجهته، فقط لأن العيون الكثيرة كانت تتجه إليه! كم من فكرة اعتنقناها لأن "الجميع" قالوا إنها الصواب؟ وكم من شعور خجلنا منه لأنه لا يشبه ما يُحتفى به على الشاشات؟ ♨️عندما لا نرى سوى ما يراه الآخرون، فإننا في الحقيقة لا نرى شيئًا. نتحول إلى نسخ مكررة، نردد ما يُقال دون أن نُفكر، نختار ما يُعرض دون أن نُفاضل، نعيش وكأننا نتفرج على حياتنا من خلف زجاجٍ ضبابي. ذلك ليس عيشًا، بل تيهٌ مغطى ببهرجة الرضا الجماعي. الرؤية الحقة لا تأتي من العين فقط، بل من القلب والعقل حين يعملان معًا. أن ترى ما لا يراه الآخرون، أن تتساءل حين يصمت الجميع، أن تتوقف حين يهرول الناس… تلك هي علامات البصيرة. أن تسير عكس التيار لا يعني الجنون، بل أحيانًا هو قمة الوعي. أن تشكّ في ما يبدو بديهيًا، هو تمرين للعقل على ألا ينام. 💎المتاهات التي لا مخرج لها ليست هندسية الشكل، بل فكرية، شعورية. هي الطرق التي نسلكها لأن "هكذا يجب"، بينما في أعماقنا شيءٌ يهمس: "لكن ليس هكذا أريد". وهي الأخطر، لأنها متاهات نصنعها بأيدينا، ونبني جدرانها من خوفنا من الاختلاف، ومن جوعنا إلى القبول. فلتكن لنا شجاعة العمى الانتقائي؛ لا نرى ما يضج به القطيع، بل نرى ما يُشبهنا. فلنُغلق أعيننا أحيانًا، ونفتح عقولنا كثيرًا. ففي عتمة التأمل يسطع نور الإدراك. هناك فقط، نجد المخرج… لا من المتاهة فحسب، بل من أنفسنا المترددة. 🎯عِش كما ترى، لا كما يُراد لك أن ترى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...