رسالة من المستقبل..
📬رسالة من المستقبل
إلى من كانوا قبلنا، إلى من حملوا الأمانة ثم أضاعوها...
نكتب إليكم من زمن بعيد، من أرض ما عادت تشبه الأرض التي ورثتموها. نحن أبناؤكم وأحفادكم، ضحايا اختيارات لم نصنعها، وعواقب لم نحظَ بفرصة تجنّبها.
نسألكم: لماذا هدمتم ما بُني بدموعٍ وكفاح؟ لماذا استهنتم بالأسرة، وهي الحصن الأول والأخير؟ لماذا جعلتم الفرد إلهًا يُعبد، والأنانية مبدأ، والفضيلة سخرية؟
كنتم تعرفون أن القيم ليست شيئًا يُشترى أو يُباع، أن الرحمة لا تُدرس في المناهج، بل تُعاش في البيوت. فلماذا تركتم الأمهات وحدهن في الحقول والبيوت، والآباء تائهين في دوامة القلق والاغتراب؟ ولماذا صرتم تسخرون من الجدات والآباء، وتمنحون الشاشات حق التربية بدلًا منهم؟
علمتمونا أن الحرية بلا حدود، لكنكم نسيتم أن تُخبرونا أن الحرية بلا مسؤولية هي فوضى. دافعتم عن حقوق الإنسان، ثم نسيتم حق الطفل في أم تحضنه، وأب يحتويه، وبيت يتسع له قلبًا وسقفًا.
نحن الآن نعيش على أنقاض ما تركتموه، نحاول ترميم ما يمكن ترميمه، لكن الأمان ضاع، والانتماء تلاشى، والوجوه كثيرة لكن الأرواح غريبة.
نلومكم لا لأنكم أخطأتم، بل لأنكم لم تتوقفوا لتراجعوا أنفسكم. كنتم تعرفون أن طريقكم خاطئ، لكنكم أصررتم على أن تكملوه، فقط لأنه كان سهلًا، أو مواكبًا، أو "حديثًا".
كان بإمكانكم أن تكونوا الجسر، لا الهاوية. أن تكونوا الذاكرة، لا القطيعة. أن تكونوا البداية الجديدة، لا نهاية الحكاية.
ورغم كل شيء... نحن لا نحقد. لكننا نحزن، على ما كان يمكن أن يكون، ولم يكن.
ابنكم من المستقبل، الذي لا يزال يبحث عن بيت... يشبه بيتكم القديم.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق