هل توجد الأشياء بغير أن ندركها؟

> ❓منذ الأزل، يتردد صدى هذا السؤال الفلسفي العميق: "هل يُوجد الشيء إذا لم نُدركه؟" سؤال يفتح الباب على مصراعيه نحو عوالم الإدراك، الوعي، والوجود ذاته. نحن البشر نُدرك العالم من حولنا عبر حواسٍ خمس: نلمس، نرى، نسمع، نشم، ونتذوق. فالحواس تُعطينا مفاتيح الواقع، وتُشكّل لدينا فكرةً عن ما هو موجود. لكن، هل وجود الشيء يتوقف علينا؟ ماذا لو لم نكن؟ هل كان سيبقى الشجر شامخًا؟ والبحر مائجًا؟ والصخر صامتًا؟ 🛑 الفلاسفة اختلفوا؛ فـ"جورج بيركلي" مثلاً قال: "الوجود هو أن يُدرَك" ، واعتبر أن الأشياء لا تُوجد إلا بوجود من يُدركها. أما الفيزياء الحديثة، فتلعب دورًا مُربكًا عبر مفاهيم مثل "مبدأ الريبة" و"تأثير الراصد" في ميكانيكا الكم، حيث يبدو أن وجود الأشياء يتحدد أحيانًا بفعل المراقبة ذاتها. لكن من زاوية أخرى، الكون لم ينتظرنا ليبدأ. فقبل أن نُولد، كانت النجوم تضيء، والأنهار تجري، والصخور تتفتت بفعل الزمن. نحن جئنا متأخرين على مسرح الوجود، كمتفرجين، لا كخالقين. 📌النتيجة؟ الوجود لا يحتاجنا لنُثبت صحته، لكنه يحتاجنا لنسأله، لنتأمله، لنتعجّب. نحن مراياه الواعية، لا مصدره. وإذا اختفينا، فلن تختفي الجبال، لكن سيسود الصمت، لأن لا أحد سيكون هناك ليتساءل عنها. فالكون لا يتوقف إن أغمضنا أعيننا... لكنه يصبح أقل شعرًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...