كوخي مملكتي...
بعيدًا عن تلوثكم، عن ضجيج نفوسكم الملوّثة بعقدٍ لا تُحصى، وقلوبٍ مثقلةٍ بتشوّهات الخِلقة والخُلق… ابتعدتُ. لا هربًا، بل نجاةً. لا خوفًا، بل حنينًا لما كان يجب أن يكون.
هناك، حيث لا وجوه مزيّفة ولا كلمات مسمومة، بنيت لنفسي كوخًا من خشب الأحلام. لا يراه أحد، ولا يسمع همسه سواي. كوخٌ صغير، لكنه يضجّ بالاتساع… كوخٌ سقفه السماء، وأرضه الذاكرة، وجدرانه من دفء المعنى.
فيه علّقتُ أمنياتي كفوانيس تتدلّى من سقف الصبر، نثرتُ كتبي، أوراقي، صورًا التقطتها بعينيّ لا بعدستي، وغرستُ حوله صبّارات تعلمت أن تزهر رغم الشوك.
هنالك، يجتمع ما يشغلني، لا كهمّ، بل كموسيقى تسكن روحي وتُعيد ترتيب الفوضى. وهناك… يفيض منّي ما ضاق به العالم، ولا ضاق به قلبي.
في عالمي ذاك، لا يحتاج الحب لبرهان، ولا الحزن لمبرر. هو كوخي… لكنّه مملكتي. هو عزوفي… لكنه انتصاري. هو نجاتي منكم… لكنه اقترابي من ذاتي.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق