أحلام خاطفة...
كلما حققتُ حلمًا، أو اقتربتُ من عتباته حتى كدتُ ألمس ضياءه بيدي، وذقتُ من حلاوة تحقيقه ما يُنعش القلب ويبعث فيه الأمل، إذا به يُنتزع من بين أصابعي كنسمةٍ باغتتها ريحٌ عاتية.
وكأنّ الله، في حكمته التي لا تُدركها بصيرتي القاصرة، أراد أن يُعلّمني أنّ ما في الدنيا عابر، وأن التعلّق بما سيفنى لا يجلب إلا الخذلان.
كم من مرةٍ نحتُ فيها آمالي نقشًا في صدري، وخِلت أنني بلغتُ من التوفيق ما يكفيني لأطمئن، ثم جاءني البلاء من حيث لا أحتسب، فصار الحلم حلمًا من جديد، بل أبعد ممّا كان أول مرة.
فقلت في نفسي: لعل في المنعِ عطاء، وفي الفقدِ نجاة، وفي الألم سترًا من بلاءٍ أعظم.
ليست كل الخسارات شرًّا، وليست كل الأمنيات الممنوعة شقاء.
ربّ أمنية إن تحققت لغيّرت طريقك عن خيرٍ كنت ستمضي إليه، وربّ حُلمٍ إن تحقق لأفسد قلبك، أو أغواك عن يقينك، أو صرفك عن دعاءٍ ما زال يربطك بالله في جوف الليل.
أدركت متأخّرًا أن الله لا يأخذ شيئًا عبثًا، بل يختار لك من الحكاية ما يناسب قلبك، ويُربّيك بحكمته، ولو وجدتَ في قلبك ما يوجع.
وأنّ الوصول لا يعني دائمًا الفوز، كما أن الفقد لا يعني الهزيمة.
فيا رب، إن أخذتَ، فلا تحرمني الرضا، وإن منعتَ، فلا تسلبني حسن الظنّ بك...
وإن جعلتَ الحُلم سُرابًا، فاجعل في قلبي نورًا لا ينطفئ.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق