♨️ أكتبّ لأشفى...
يعيبون عليَّ أنّني أكتب بقلبي، أنّ حروفي مشبعة بروائح وجعي، وأنني لا أجمّل الحقيقة ولا ألبّسها أثواب البلاغة المصطنعة. يسخرون من وجداني حين يفيض، وكأنهم يريدونني أن أكون نسخة مشوّهة من ضجيج هذا العالم، أن أكتب عمّا لا يعني، وأُطنب في ما لا يُشبع روحًا ولا يوقظ ضميرًا.
لكن، بالله عليكم، إن لم أكتب عني، عن تلك الزوايا المعتمة في داخلي، عن خيباتي المتراكمة وخطاياي الصغيرة التي لا يراها سواي... فعمّن أكتب؟
أتُريدونني شاهد زور على حفلة تفاهة؟ أكون منشط برامج سخيفة أو مُصفّقًا محترفًا في بلاط نفاقٍ لا ينتهي؟
لا، لا والله!
أنا لست حياديًا في وجعي، ولست مراسلًا موضوعيًا حين أدوّن انكساراتي.
أكتبني كما أنا، لا كما يريدون.
أفضح صمتي، أعرّي هشاشتي، وأجعل من الورق اعترافًا طويلًا لا يعترف عليه أحد.
إن كانت الكتابة لا تلامس وجعي ووجع الناس، فما نفعها؟
أنا لا أكتب لأُعجب، بل لأُشفى...
ولا أدوّن لأربح، بل لأتنفّس...
و لا لمثل هذا الترهات أتنفّس... بل أتنفّس لأكون أنا.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق