.. هيل زيادة
☕قهوة... هيل زيادة
من وقت ما بلّشت شم الهيل، ما عاد فيني إشرب القهوة بلاه. يعني إذا فنجان القهوة ما فيه ريحة هيل، بحسّه مثل عرس بلا دبكة، أو متل أكلة مجدّرة بلا فحل بصل فريك .
ببلّش نهاري مو بكاسة مي، ولا حتى بتمدد وتنفس عميق متل ما بيقولوا جماعة اليوغا… لأ يا حبيبي، ببلّش بفنجان قهوة - بصراحة بالكاسة -، مطبوخة ع نار هادية، وعيوني عم تراقب المي وهي بتغلي، كأني عم أراقب فيلم درامي تركي بنص الحلقة الأخيرة، بس كل الحماس بيكون للحظة يلي بكبّ الهيل.
اللحظة هاي، هي لحظة الخلق. كأنك عم تحط روح بالفنجان، كأنك عم توقّع على معاهدة صلح بينك وبين تعب الحياة.
وإذا حدا إجا وقاللي: “شو هالعشق للهيل وابو تمام ؟!”
بقله: “يا سيدي الهيل هو العطر الشرقي الوحيد يلي ما بيخون، بيدلّك دايمًا عالبيت، عالراحة، وبيذكّرك إنك مهما تعبت، في فنجان قهوة ناطرك عالبرندة، ومعه شويّة نسمات من الهوا اللي بيشيل الهمّ ويجيب السيرة.”
مرة جربت إشرب قهوة بلا هيل… هيك هيك، من باب المغامرة. والله حسّيت حالي عم إشرب سودا مدوّبة فيها تراب! ما قدرت كمّل النص، رميت الفنجان وقلت: “معليش، القهوة بلا هيل متل غزل البنات بلا حب.”
يعني إذا بدك الصراحة، الهيل صارلي عادة… لا مو عادة، صارلي هويّة. لدرجة إنو إذا شفت فنجان قهوة عند حدا وما شمّيت ريحة الهيل، بصير وسواس براسي: “يا ترى هاد البني آدم بيعرف شو يعني طعم الحياة؟ ولا عايش عالفاضي؟!”
فمن الآخر، أنا والقهوة والهيل… تلاتة ما بينفصلوا. وإذا بتشوفني حامل كيس هيل بجيبي، لا تستغرب، هاد متل دفتر الهوية… دليل وجودي الحقيقي.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق