النافخون في النار

في كل تجمع بشري، صغيرًا كان أم كبيرًا، لا بد أن نجد فئة من السفهاء والغلاة وأصحاب المعتقدات المنحرفة. هؤلاء ليسوا مجرد أفراد عابرين، بل يشكلون، للأسف، شرارة دائمة للصراعات وإثارة الفتن بين الناس. فهم إمّا يندفعون من تلقاء أنفسهم نحو بثّ الفُرقة وتأجيج الخلافات، أو يُستَخدَمون بوعي أو دون وعي كأدوات بأيدي من يسعون لهدم السلم المجتمعي. تكمن خطورة هؤلاء في قدرتهم على النفخ في رماد الخلافات حتى تشتعل نارها من جديد، ولو كانت الخلافات قد خمدت منذ زمن. يستخدمون لغة الاتهام، والتشكيك، والتحريض، ويُحسنون استغلال اللحظات الحرجة لزرع الشك وبثّ الكراهية بين الفئات المختلفة. وهنا، يتحوّلون من أفراد شاذين إلى عوامل مدمّرة تعطل الحوار، وتمنع التقارب، وتعيق كل محاولة جادة لبناء مجتمع سليم ومتفاهم. لا نبالغ إن قلنا إن التاريخ مليء بشواهد على أن السفهاء والغلاة هم أول من يُستَغلّ في إشعال الحروب، وإفشال المصالحات، وتعطيل مشاريع الإصلاح. فبدلًا من أن يكونوا جزءًا من الحل، يصرّون على أن يكونوا أصل الداء. من هنا، يصبح لزامًا علينا أن ننتبه لخطورتهم، لا لننخرط في معاركهم، بل لنعمل على تحصين الوعي الجمعي، وتعزيز قيم الحوار والتسامح. فبناء المجتمع يبدأ من وعي أبنائه، وانطفاء الفتن لا يتم بالقوة، بل بالعقل، والحكمة، والتماسك المجتمعي. ✍️ إن راق لك هذا الطرح، فلا تتردد في مشاركته، فربما يكون سببًا في إطفاء نارٍ قبل أن تشتعل، أو حماية عقول من الانجرار خلف أصوات التشويش والفتنة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إبتسامة ذئب

غلطة قاتلة...

أنت أيضا لك عينان...