المشاركات

مشاركة مميزة

تخيل معي هذا المشهد: شخص عادي، يعيش حياة رتيبة، يصحو ذات صباح ليجد نفسه ميتًا رسميًا في السجلات الحكومية. لا أحد يعرف كيف حدث الخطأ، وربما لا أحد يكترث. اسمه مسجل في شهادة وفاة، حسابه البنكي مُجمَّد، هويته أُلغيت، وحياته — من منظور الدولة — انتهت. لكن بدلاً من الهلع... ابتسم. بداية جديدة: في البداية، ربما صُدم، ثم ضحك، ثم فكر: "وهل هناك فرصة أثمن من هذه لأبدأ من الصفر، بلا قيود، بلا ديون، بلا ماضٍ رسمي يلاحقني؟" وهنا تبدأ حكايته الجديدة — حياة رجل ميت، حيًّا. ⁉️كيف يعيش حياته؟ 1. التحرر من كل ما كان يقيده لم تعد عليه ضرائب، لا يمكن تعقبه قانونيًا، لا ديون تُطالبه، لا استدعاءات قضائية. إنه الآن شبح قانوني، رجل غير مرئي للنظام. 2. اسم جديد، هوية جديدة بذكاء، يستغل وضعه ليصنع لنفسه هوية جديدة، ربما بجواز سفر مزور أو باسم مستعار في مكان بعيد. قد ينتقل لمدينة صغيرة، أو حتى إلى بلد آخر، يعمل بعمل بسيط ونقدي، يعيش حياة متواضعة لكنها حرة. 3. يكتشف الحياة من منظور مختلف الناس من حوله يلهثون وراء وظائفهم، قروضهم، أوراقهم الرسمية، أما هو، فقد أصبح خارج هذا النظام. ربما يبدأ يك...

الوعي هو الحياة

صورة
💥تعريفات كثيرة للوعي ربما أشهرها لديكارت ولخصها بعبارته الشهيرة ( أنا أفكر إذن أن موجود ) لكن لابن العطوني فهمه الخاص للوعي: الوعي هو الحالة العقلية التي يكون فيها الإنسان مدركًا لذاته ولما يحيط به من أشياء وأحداث وأفكار، وهو القدرة على التفكير، والإحساس، والانتباه، والانخراط في التجربة الشعورية. 📌الوعي... هو النبض الأول للحياة. ليس القلب وحده من ينبض، بل الفكر، الشعور، الإدراك؛ تلك الأنفاس الخفية التي تجعل الوجود حيًّا. 📌الوعي هو الحضور، هو أن تكون هنا، الآن، بكلك. أن ترى، لا بعينك فقط، بل ببصيرتك. أن تسمع ما وراء الكلمات، أن تلمس العالم بروحك لا بيدك. ⛔أما غياب الوعي، بالعربي المشرمح نقول فلان " طلطميس "... فليس غيابًا بسيطًا، إنه اختفاء الروح خلف ستار من غفلة. ⛔إنه أن تمر الأشياء من حولك دون أن تمر بك، أن تُحملَك الحياة دون أن تسكنك. حين يغيب الوعي، لا تعود إنسانًا حاضرًا، بل شبحًا يمشي بين الأشياء دون أن يعرفها، كجمادٍ يتحرك بلا قصد، أو كجسدٍ يتنفس لكنه لا يعيش. 🎯الموت الحقيقي ليس توقف القلب، بل توقف الإدراك. أن تكون موجودًا دون أن تعي، كأنك حيٌّ بالاسم فقط. ...

من نصدّق ⁉️

صورة
🤯 بين خبز الشعير وخبز القمح الأبيض... حيرة القارئ بين تضارب النصائح! هل سبق أن قرأت مقالًا يوصي بشدة بتناول خبز الشوفان أو الشعير كخيار صحي لمرضى السكري، ثم صادفت في اليوم التالي منشورًا من "خبير" آخر يحذرك من هذين النوعين لأنهما - بحسب رأيه - يرفعان السكر تمامًا مثل خبز الدقيق الأبيض؟ أنت لست وحدك في هذه الحيرة... بل هذه مشكلة شائعة يعاني منها كثير من الناس اليوم! لماذا هذا التضارب في النصائح؟ السبب ببساطة هو أن المعلومات الطبية والغذائية ليست دائمًا مطلقة، بل تعتمد على: الكمية المتناولة التركيب الكامل للوجبة استجابة الجسم الفردية (المعروفة بالمؤشر الجلايسيمي الشخصي) نوع المنتج (هل هو شعير حقيقي كامل أم مجرد منتج تجاري مدعّم بالشعير؟) وللأسف، كثير من النصائح المتداولة لا تأخذ بعين الاعتبار هذه التفاصيل، بل تُطلق الأحكام بشكل عام ومطلق، مما يزيد من ارتباك القارئ. خبز الشعير والشوفان: هل هو مفيد أم مضر؟ لنوضح الأمور: الشعير الكامل والشوفان غير المعالج (steel-cut oats) يحتويان على ألياف بيتا-غلوكان، وهي تساعد في تقليل امتصاص السكر من الطعام، وبالتالي يمكن أن تُخفف ...

وجوه و مواقف...

صورة
😫تعبيرات الوجه في وضع الراحة ومغزى الرسائل غير اللفظية يُعتبر الوجه البشري أداة بالغة الأهمية في نقل المشاعر والمواقف، حتى في حالة "الراحة" أو ما يُعرف علمياً بـ"الوجه المحايد" (Neutral Face). وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأن غياب الحركة في عضلات الوجه يعني الحياد التام، إلا أن الدراسات في علم النفس الاجتماعي وعلم الأعصاب أظهرت أن تعابير الوجه في وضع الراحة يمكن أن توصل رسائل ضمنية قوية، وتعكس تصورات ومواقف داخلية دون وعي من الفرد نفسه. 1. الوجه كأداة تواصل غير لفظي الوجه يحتوي على أكثر من 40 عضلة تعمل بتناغم لإنتاج عدد لا نهائي من التعبيرات. وفي علم النفس غير اللفظي (Nonverbal Communication)، تعتبر هذه التعبيرات أحد أهم أشكال التواصل، حيث يُنظر إلى الوجه باعتباره مرآة للعاطفة والانفعال، حتى دون وجود كلام أو فعل. 2. الانطباعات التلقائية والمواقف المُدركة عندما ينظر الآخرون إلى شخص ما، فإنهم يكوّنون انطباعات فورية بناءً على ملامح وجهه، حتى لو لم يكن ذلك الشخص يتحدث أو يتفاعل. ما يُعرف بـ"التحيزات القائمة على المظهر" (Appearance-Based Biases) يوضح كيف...

كلماتك و طفلك

صورة
🎯أهمية اختيار الألفاظ عند التحدث إلى أبنائنا إن الطريقة التي نخاطب بها أبناءنا تشكّل حجر الأساس في بناء شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم. فالكلمات ليست مجرد أصوات أو جُمل عابرة، بل هي رسائل عميقة تترسّخ في وجدان الطفل وتؤثر على نظرته لذاته وللعالم من حوله. عندما نستخدم ألفاظًا إيجابية، داعمة، ومحترمة، فإننا نغرس في الطفل مشاعر الأمان، الحب، والتقدير. أما حين نلجأ إلى كلمات قاسية أو مهينة، فإننا نزرع في داخله شعورًا بالدونية أو الخوف أو الحقد. 📍أثر الإهانة اللفظية المتكررة على نمو شخصية الطفل الإهانة اللفظية، كالسخرية، والشتائم، والاستهزاء، ونعته بصفات سلبية مثل "غبي"، "فاشل"، أو "لا قيمة لك"، تترك ندوبًا نفسية قد ترافق الطفل مدى الحياة. فالأطفال، وخصوصًا في سنواتهم الأولى، يتعاملون مع أقوال الوالدين على أنها "حقائق مطلقة"، وهم يفتقرون للقدرة على فلترة الكلمات المؤذية أو مقاومة تأثيرها. تتجلى آثار الإهانة في عدة جوانب، منها: 🔺تدني احترام الذات: يفقد الطفل الثقة في قدراته ويشعر بأنه أقل من الآخرين. 🔺العدوانية أو الانطواء: قد يتحول الطفل إلى شخص عد...

النافخون في النار

صورة
في كل تجمع بشري، صغيرًا كان أم كبيرًا، لا بد أن نجد فئة من السفهاء والغلاة وأصحاب المعتقدات المنحرفة. هؤلاء ليسوا مجرد أفراد عابرين، بل يشكلون، للأسف، شرارة دائمة للصراعات وإثارة الفتن بين الناس. فهم إمّا يندفعون من تلقاء أنفسهم نحو بثّ الفُرقة وتأجيج الخلافات، أو يُستَخدَمون بوعي أو دون وعي كأدوات بأيدي من يسعون لهدم السلم المجتمعي. تكمن خطورة هؤلاء في قدرتهم على النفخ في رماد الخلافات حتى تشتعل نارها من جديد، ولو كانت الخلافات قد خمدت منذ زمن. يستخدمون لغة الاتهام، والتشكيك، والتحريض، ويُحسنون استغلال اللحظات الحرجة لزرع الشك وبثّ الكراهية بين الفئات المختلفة. وهنا، يتحوّلون من أفراد شاذين إلى عوامل مدمّرة تعطل الحوار، وتمنع التقارب، وتعيق كل محاولة جادة لبناء مجتمع سليم ومتفاهم. لا نبالغ إن قلنا إن التاريخ مليء بشواهد على أن السفهاء والغلاة هم أول من يُستَغلّ في إشعال الحروب، وإفشال المصالحات، وتعطيل مشاريع الإصلاح. فبدلًا من أن يكونوا جزءًا من الحل، يصرّون على أن يكونوا أصل الداء. من هنا، يصبح لزامًا علينا أن ننتبه لخطورتهم، لا لننخرط في معاركهم، بل لنعمل على تحصين الوعي الجمعي،...

طفلك و ألعاب الفديو..

صورة
🎮 ألعاب الفيديو وتقدير الطفل لذاته... هل ننتبه للآثار الخفية؟ أصبحت ألعاب الفيديو جزءًا أساسياً من حياة الأطفال، لكن ما لا يدركه كثيرون من الآباء و الأمهات هو الأثر النفسي والإدراكي العميق لهذه الألعاب على عقل الطفل ونظرته لنفسه. ✅ نعم، قد تُنمي بعض المهارات مثل سرعة البديهة أو حل المشكلات، ❗لكنها بالمقابل قد تشوّش على الطفل إدراكه الواقعي لقدراته، وتزرع بداخله مفاهيم مشوّهة حول الإنجاز والنجاح. 🔸 يحصل الطفل في اللعبة على مكافآت سريعة مقابل جهد بسيط، مما يضعف صبره على التحديات الواقعية. 🔸 يقارن نفسه بلاعبين آخرين باستمرار، مما يضر بتقديره لذاته. 🔸 يهرب من الإحباط الواقعي إلى "عالم خيالي يتحكم فيه بكل شيء"، فينشأ لديه شعور زائف بالسيطرة. ⚠️ هذه التراكمات قد تؤدي إلى ضعف في الثقة بالنفس، انسحاب اجتماعي، وإحباط مزمن عند مواجهة الواقع. 🎯 المطلوب ليس منع الألعاب، بل التوازن والوعي: 📍تحديد وقت الشاشة. 📍اختيار ألعاب مناسبة للعمر. 📍تشجيع الطفل على الإنجاز الواقعي واللعب الحقيقي. الطفل يحتاج إلى أن يرى نفسه "ينجح في الحياة"، لا فقط في شاشة. #تربية_واعية #...