التعليم ... العوض بسلامتكم
بعض الخسارات لايمكن أن تعوض كخسارة نبض القلب ، منها وضع التعليم و ما وصل إليه الطالب من اليأس
أواخر سبعينات القرن الماضي و قبالة المدينة الجامعية في دمشق ، كان هناك مطعم بسيط نرتاده لتناول وجبة الغداء ، كان يعمل في المطعم شابان لخدمة الطاولات من أحد الأقطار العربية الكبرى
- لن أذكر أسم القطر - المفارقة التي لن أنساها أن أحد الشابين كان طالباً في كلية الآداب ، و يقوم بالتحضير لنيل درجة الدكتوراه ...!
في ذلك الزمن كان العلم و التحصيل يستحقان أن نشقى و نجهد لأجلهما أياً كانت التنازلات ...
ذكرت ذلك لأقارنه بحالة الدراسة و طلب العلم اليوم و يا لبؤس و كارثية ما يجري اليوم .
طلابنا اليوم في ضياع حقيقي ، يعانون كما أهلوهم من العوز و الفقر و الشعور بإنعدام الجدوى !
ما الغاية من الدرس و الطالب يرى والده المهندس بالكاد يقدم له أدنى مقومات العيش..؟
و لما يتعلم و والده الاستاذ الجامعي يحسب ألف حساب لمصاريف بيته..؟
الدرس و التحصيل هو بمعنى واقعي مشروع يتطلب دراسة الجدوى..
إذن ما الجدوى وهو يرى من سبقوه بالعلم و حملوا أعلا الدرجات الأكاديمية لا يحلمون مجرد حلم بتأمين سكن و تأسيس أسرة فضلاً عن القيام بأعبائها .
كما يرى أسوأ النمازج ممن لم يرزقهم الله القدرة على الدرس و التحصيل العلمي و قد تسيدوا في المجتمع و " تمخملوا " في عيشهم سواء بطرق شريفة او بممارسة الفساد وهو السائد ...
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق